نتطرق في ملف هذا الأسبوع إلى موضوع شحّ الأمطار و تأثيره على المحاصيل الزراعية و على الموسم الفلاحي ككل في ظل ندرة مصادر المياه بالجهة الغربية للبلاد خاصة و أن الأمطار لم تتهاطل على معظم الولايات بالجهة الغربية لأكثر من شهرين أي منذ ديسمبر و جانفي ما سيؤثر سلبا على المردود الفلاحي حسب العارفين بأمور الفلاحة. و قد تبين أن ولاية سيدي بلعباس شهدت شحا في الأمطار منذ 4 أشهر حيث لم تتساقط على المنطقة سوى 76 ملم فقط من الأمطار ما دفع بمديرية الفلاحة بإطلاق حملات تحسيس لتوجيه الفلاحين نحو الري التكميلي و إنقاذ الموسم الفلاحي . أما بولاية البيض فقد تراجع المردود الزراعي إلى النصف بسبب عدم اعتماد تقنية السقي بالإضافة إلى مشكل توّحل سد بريزينة الذي يموّن جزءا كبيرا من المحاصيل بمياه السقي كما تسببت قلة الأمطار في هذه الفترة في تأثر محصول الحمضيات التي هي بحاجة إلى مياه لاستكمال نضجها و قد طالب مزارعو ولاية عين تموشنت خاصة بسهل ملاتة بتزويدهم برخص لحفر الآبار للقضاء على مشكل نقص مصادر المياه . و تسبب انخفاض درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها و طبقة الجليد التي غطت معظم المنتوحات الزراعية إلى تلف المزروعات و صدها عن النمو و قد اضطر عدد من الفلاحين إلى التخلي عن النشاط و لجأ آخرون إلى كراء أراضيهم بسبب غلاء تكلفة جلب المياه . و عليه فقد دعت مديرية الفلاحة بتيارت إلى استخدام تقنية السقي التكميلي بعد أن تضرّرت 40 % من المحاصيل الكبرى بالجهة الجنوبية للولاية . و بأدرار و تيميمون فكان غياب الكهرباء قد عطّل تطور الفلاحة و باتت الطرق التقليدية السبيل الوحيد لسقي الأراضي بطرق شاقة و متعبة جدا . أما بولاية غليزان فقد تخوّف الفلاحون كثيرا جراء قلة الأمطار و انخفاض منسوب سدي سيّدي أمحمد بن عودة و قرقار إلى 20% .