الاحتلال الصهيوني يفرض حصارا واعتداءات على المعتكفين بالمسجد الأقصى:

إعتقال 27 فلسطينيا بالقدس المحتلة

فرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أمس حصارا مشددا على المسجد الأقصى المبارك في القدس ومنعت من هم دون سن الخمسين عاما من الرجال من الدخول إليه كما منعت جميع النساء من الصلاة فيه .
و قال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا في تصريح للصحافة ان العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح حاصروا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى.
واضاف أن قوات كبيرة من الشرطة مدججة بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية حاصرت بمنطقة صحن قبة الصخرة المعتكفين داخل الأقصى موضحا أن المئات من المعتكفين الذين استطاعوا الدخول للأقصى أمس يوجدون بداخله من بينهم نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب.
وأشار إلى وجود أعداد كبيرة من أهل القدس والداخل خارج بوابات الأقصى حيث اعتدت عليهم قوات الاحتلال بالقنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي وتم إخراجهم إلى منطقة باب الأسباط وإبعادهم 150 مترا عن الأقصى.
وذكر أن مناوشات حدثت ما بين المعتكفين بالجامع القبلي وقوات الاحتلال التي تحاول الاعتداء عليهم بالرصاص والقنابل مشيرا إلى أن خمسة مرابطين خارج الأقصى أصيبوا بسبب القنابل الصوتية والتدافع والاعتداء عليهم.
وبين أن كل هذه الإجراءات تأتي لتأمين اقتحام المئات من المستوطنين للمسجد الأقصى مشيرا إلى أن نحو 75 مستوطنا اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة على ثلاث مجموعات حيث ساروا بموازاة الحائط الغربي من داخل الأقصى بمسار عكسي بسبب كثافة وجود المرابطين.
مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال
واعتقلت قوات الاحتلال أمس 27 فلسطينيا في مناطق متفرقة من سلوان وبلدات القدس المحتلة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن "مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في مناطق متفرقة من سلوان وبلدات قضاء القدس استمرت حتى ساعات فجر أمس جرى خلالها اعتقال 27 مقدسيا ليرتفع عدد المعتقلين منذ بدء العدوان على قطاع غزة إلى 457 مقدسيا".
وأضاف المصدر أن "مواجهات نشبت في حي بطن الهوى استخدمت فيها شرطة الاحتلال قنابل الصوت والرصاص المطاطي مثلما اندلعت مواجهات عنيفة جدا في منطقتي مراغة وعين اللوزة أطلق خلالها جنود الاحتلال وابلا من الرصاص وقنابل الغاز والصوت".
وحولت سلطات الاحتلال مدنية القدس لثكنة عسكرية واستنفرت قواتها وقامت بنصب الحواجز في قلب المناطق الفلسطينية التي شهدت مواجهات ضارية مع القوات الاسرائيلية.
وواصلت قوات الاحتلال محاصرة المسجد الأقصى وفرض التضييق على المرابطين والمعتكفين ومنع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما الدخول والصلاة بالمسجد وذلك في ظل دعوات لاقتحامات الأقصى من قبل مستوطنين وجماعات يهودية بالتزامن مع ما يطلق عليه الاحتلال "ذكرى خراب الهيكل المزعوم".
وأفادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان أمس أن "المئات من أهل القدس والداخل الفلسطيني أدوا صلاة الفجر في أزقة القدس القديمة ومداخلها وسط توقعات بأن تشهد الساعات المقبلة شد رحال من أهل القدس والداخل الفلسطيني الى المسجد الاقصى تلبية لدعوة أطلقتها قيادات وطنية وإسلامية من القدس والداخل الفلسطيني ردا على دعوات لاقتحامات الأقصى من قبل مستوطنين وجماعات يهودية".
عباس و"حماس" يرحبان بالتهدئة ويدعوان إلى احترامها
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بالتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية حماس لمدة 72 ساعة, داعيا إلى احترامها.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الرئيس عباس ترحيبه في بيان بالتوصل إلى التهدئة, ودعا إلى احترامها ومشددا على ضرورة تطبيق المبادرة المصرية.
ودخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة من صباح أمس بالتوقيت المحلي, على أن يمتد لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد.
وجاء الاتفاق بناء على دعوة وجهتها مصر مساء يوم الاثنين بوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة, "قابلة للتمديد" لبدء المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن الأمل في أن يؤدى ذلك إلى تثبيت دائم لوقف إطلاق النار وإعادة الاستقرار للمنطقة.
ومن المتوقع-حسب مصادر اسرائيلية- أن يتوجه وفد إسرائيلي خلال الساعات القريبة القادمة إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي الذي دخل يومه الثلاثين هذا اليوم بلغت 1865 شهيدا , و9563 جريحا وأن العدد مرشح للزيادة بعد انتشال جثامين الشهداء من تحت انقاض المنازل المدمرة على حدود القطاع.
ومن جانبه أكد الناطق باسم حركة حماس الفلسطينية سامي ابو زهري أمس دخول التهدئة المؤقتة مع الاحتلال الصهيوني حيز التنفيذ داعيا الجانب الإسرائيلي الى الالتزام بها.
وكان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية قد أعلنا مساء أمس الاثنين موافقتهما على مقترح يقضي بتهدئة مؤقتة لمدة 72 ساعة اعتبارا من صباح أمس الثلاثاء.
وقال ابو زهري "دخلت التهدئة حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (00ر5 توقيت غرينيتش) والفصائل الفلسطينية تؤكد التزامها وندعو الاحتلال للالتزام وعدم العودة لخرقها ".
وكان طيران الاحتلال الاسرائيلي قد كثف غارته على مناطق مختلفة من قطاع غزة دقائق قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ.