مشاريع استثمار في الألواح الشمسية والقياس والمعايرة والصفائح الميكانيكية ومركز البحث التطبيقي وأخرى قيد الدراسة ارتبط اسم مدينة سيدي بلعباس بالمؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية "ايني" المستحدثة في 1978 لتحولها إلى منطقة متميزة تشتهر بتركيب أجود أنواع الأجهزة الالكترونية خاصة جهاز التلفاز موظفة آنذاك 6500 عامل ما بين إطار و مهندس وتقني وإداري . ومنذ ذلك التاريخ وهي تغطي احتياجات السوق الوطني من هذه المنتوجات المتطورة بنسبة عالية فارضة وجودها في الميدان وتجلى ذلك في الطلب المتزايد عليها من طرف المواطنين وتفضيلهم لها على غيرها من المنتوجات المستوردة إذ يمكن القول أن أي بيت جزائري لم يكن يخلو آنذاك من جهاز التلفزيون المصنع من قبل إيني . لكن مع التوجه الاقتصادي الجديد وانفتاح السوق انطلاقا من منتصف التسعينات بدأت المؤسسة تواجه جملة من الصعاب ناتجة بالأساس عن الديون المتراكمة التي أثقلت كاهلها جراء ارتفاع الفوائد التي كانت تسددها للبنك الخارجي الجزائري أضف إلى ذلك ما يتطلب رصده شهريا من أموال لمواجهة أجور العمال وأعباء أخرى متمثلة في الضرائب والتأمينات . فضلا عن اقتناء المواد الأولية المجلوبة من الخارج .ومما زاد في تأزم الوضع المالي القرار الذي اتخذه البنك بدءا من 2000 والقاضي بالتوقف نهائيا عن تزويد إيني بالسلفة لما لاحظ أن الديون ارتفعت الى 12 مليار دج ثم قفزت في 2009 إلى 23 مليار دج الشيء الذي أجبر المسيرين والعمال على الاعتماد على الامكانيات التي بحوزتهم في ظل مضاعفة الانتاج , لكن التحدي هذا كان صعبا لما اتضح أن تعداد العمال يشكل عائقا حقيقيا يحول دون تحقيق المبتغى ولا يضمن استمراريتها مما استدعى البحث عن حل ناجع لهذه المعضلة باللجوء إلى خفض عدد العمال تدريجيا وعلى مراحل من خلال اعتماد تدابير قانونية محفزة للحصول على التقاعد المسبق والذهاب طواعية مع الاستفادة من منحة مشجعة .وقد شرع في تطبيق هذه التدابير الجديدة اعتبارا من التسعينات وسط اضطرابات وموجة احتجاجات كادت تعصف بها إلى أن انخفض العدد في 2008 إلى 2000 عامل بعد أن تم غلق وحدات الانتاج بتلاغ وراس الماء والبليدة . قرار يبعث الحياة ويزرع الأمل من جديد يقول جمال بكارة الرئيس المدير العام لإيني الذي يعود إليه الفضل بمعية فريق نجح في رفع التحدي في إعادة تفعيل وبعث نشاطها لقد وجدت المؤسسة لما عينت على رأسها في سنة 2010 على شفا جرف هار وعلى وشك الافلاس التام . ضائقة مالية خانقة متمثلة في ديون متراكمة قدرها 24 مليار دج وآليات إنتاج قديمة ومهترئة تنتج فقط جهاز التلفزيون ذي الأشعة المهبطية. televiseur a' rayons cathodiques ا لأن قدرتها المالية لا تسمح لها بتجديد التجهيزات ومواكبة التكنولوجية الحديثة إلتي تمكنها من صنع منتوجات من نوع( lcd )و( led) .والأدهى من ذلك أنها في بعض الأحيان لم تكن قادرة حتى على ضمان أجور العمال .وبقينا على هذه الحال نواجه هذه المعضلة الشائكة بثبات وعزم في ظل الدسائس التي كانت تحاك من قبل أطراف لزعزعة استقرارها والوصول الى غلقها . لكن بفضل إرادة الجميع انتقلنا إلى تصنيع أجهزة التلفزيون من نوع (ل س د )و (ل أ د) وكذا التلفاز الذكي من مختلف الأحجام وكان لنا حصتنا من المبيعات في السوق بالرغم من المنافسة الشرسة إلى أن جاء قرار الدولة القاضي باسترجاع المؤسسات الاقتصادية الكبرى والعمل على إعادة تهيئتها وتحديثها فتنفسنا آنذاك الصعداء وسارعنا إلى إعداد ملف كامل يحتوي على مخطط شامل للنهوض بإيني ثم أودعناه لدى مجلس مساهمات الدولة ليلقى الموافقة من قبل الوصاية وهكذا تم مسح الديون المقدرة ب 24 مليار دج ومكنونا في 2012 من الحصول على أموال عن طريق القرض المخفض قيمتها 15 مليار دج موجهة بالأساس للاستثمار بتحديث الهياكل وتأهيلها وتجديد أدوات ووسائل الانتاج وإنشاء وحدات جديدة والعناية بمجال التكوين والبحث. **مصنع للألواح الشمسية يدخل حيز التشغيل ماي المقبل وكان أول مشروع انطلقنا في بنائه هو مشروع الادماج الالكتروني الذي اكتمل إنجازه في فبراير المنصرم وأشرف على تدشينه مؤخرا وزير الصناعة السيد عبد المجيد بوشوارب وهو إنجاز متفرد ورائع سنلج من خلاله عالم الالكترونيك المتطور من أبوابه الواسعة وفي ذات الوقت هو حافز لنا على المضي قدما نحو بلوغ الأهداف المسطرة . ونحن الآن بصدد تشييد مصنع للألواح الشمسية سيدخل حيز التشغيل ماي المقبل وغير بعيد عنه هناك وحدة مخابر القياس والمعايرة ووحدة مخابر البحث العلمي التطبيقي الجاري تجسيدهما على أرض الواقع بالإضافة إلى مصنع اللوحات الإشهارية الالكترونية الذي سنشرع في تحقيقه قريبا دون أن أنسى مصنع تلاغ الذي بدأ ينتج آلات الغسيل قبل تحويله بعد سنة من الآن لتصنيع الكوابل الكهربائية بشتى أنواعها.وهناك أيضا مصنع راس الماء الذي تم غلقه في التسعينات حيث تقرر إعادة فتحه وتوجيهه لصناعة أجهزة الموازين الالكترونية المتطورة بعد تجهيزه بماكينات وآلات من آخر طراز والمشروع الآن قيد الدراسة واختيار مؤسسة الانجاز سيتم في السداسي الثاني من السنة الحالية. يضاف ***اعتراف رسمي من الهيئات المختصة وتتويج بشهادة إيزو إلى ذلك وحدة إنتاج الصفائح الميكانيكية بعين وسارة (الجلفة) التي فتحت أبوابها منذ شهور بتشغيل 60 عاملا . إنها مجموعة استثمارات طموحة تشغل في الوقت الراهن 1300 عامل غالبيتهم شبان والعدد مرشح للزيادة وقد استهلكنا من مجموع الأموال التي رصدتها لنا الدولة نسبة 30 في المائة فقط ما يعني أنه في مقدورنا في المستقبل القريب تجسيد مشاريع أخرى أكثر أهمية في مجال الإلكترونيك وبالتالي المساهمة في امتصاص البطالة بالمنطقة .وأعلمكم في هذا الصدد أنه وبفضل خبرتنا المتميزة في الالكترونيك عمرها يزيد عن 30 عاما وما سجلناه من تطور في السنوات الثلاثة الأخيرة بخصوص النوعية ومجالات أخرى رغم اعتمادنا على وسائل إنتاج قديمة حظينا باعتراف رسمي من طرف الهيئات المختصة بحصول إيني على شهادة إيزو 9001( VERSION 2008) الخاصة بنظام مانجمانت النوعية الذي يثبت مطابقة نوعية منتوجاتها وخدماتها للمعايير العالمية ويدعم تنافسيتها في الأسواق المحلية والعالمية.وهو مكسب نفتخر به أيما افتخار. هذا ويضيف الرئيس المدير العام توصلنا إلى تشييد مصنع الإدماج الإلكتروني الذي فتح أبوابه مؤخرا بعد أن كونا زهاء 20 مهندسا في الولاياتالمتحدةالامريكيةوالصين بالشراكة مع جامعة الجيلالي اليابس هم من يشرف على تشغيل ومراقبة أجهزته المتطورة وهم يشكلون النواة الأولى التي ستعمل على خلق فضاء للتطوير والبحث التطبيقي بإشراف خبراء وباحثين. ****1300 عامل ,40 نقطة بيع و 17 في المائة من المبيعات في السوق الوطني وبخصوص مسألة تسويق منتجات إيني أكد محدثنا بأن المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية تواجه منافسة شرسة في السوق الوطني أمام حوالي 30 منافسا بينهم 9 صناعيين معروفين إلا أنها فرضت وجودها وها هي اليوم تستعيد مكانتها شيئا فشيئا .فالأرقام تؤكد احتلالها للمرتبة الثالثة بنسبة 17 في المائة بعدما كانت في 2010 لا تتجاوز 8 في المائة ونرتقب وصولها إلى 25 في المائة مع نهاية السنة الجارية وطموحنا كبير بعد استكمال المشاريع السالفة الذكر لاكتساح السوق الخارجية المغاربية والإفريقية وحتى الأوروبية ولم لا ؟ مشيرا في هذا السياق إلى امتلاك إيني ل 40 نقطة بيع منتشرة في ربوع الوطن ومن المنتظر دعمها ب 8 نقاط جديدة في غضون السنة الحالية.هذا وبخصوص مسألة الاهتمام بعمال المؤسسة والعمل على تحسين وضعيتهم الاجتماعية والمهنية أوضح الرئيس المدير العام بأن هذه الفئة ستظل شغلنا الشاغل باعتبارها الركيزة التي ينطوي عليها تطور وتقدم ايني . فقد بادرنا بالتنسيق مع ممثليهم برفع الأجور على مراحل الى 22 في المائة وكذا الزيادة في منحة الضرر مع ترقية العمال الى مناصب أعلى .وقد اعتمدنا سلم أجور جديد بحيث يستفيد العامل من زيادة سنوية قدرها 2.5 في المائة ولا يمكننا رفعها أكثر من ذلك في الوقت الحالي.ولا شك أن تشغيل المصانع الجديدة الثلاثة قريبا (اللوحات الاشهارية والألواح الشمسية) سيدر علينا مداخيل إضافية ما سيسمح لنا بمراجعة الأجور وتحسينها. ****مصنع الإدماج الإلكتروني الجديد مفخرة الجزائر ما يشد نظرك وأنت تلج باب هذا المصنع المتميز الفريد من نوعه الوسائل والأدوات المتطورة جدا المستعملة فيه وعلى الطريقة الأمريكية ماكينات من آخر طراز مجلوبة من الولاياتالمتحدة ومثلها سلسلتا تركيب أجهزة التلفاز والعمال يشتغلون في نظام تام كل في موقع عمله بزي موحد ظروف العمل المهيأة تساعدهم كثيرا في أداء واجبهم المهني داخل فضاء نقي ونظيف يراعى فيه جانب الحفاظ على المحيط البيئي و يوفر لهم الجو المناسب حرارة معتدلة شتاء وبرودة نسبية صيفا على خلاف المصنع القديم.وعند حلول العاشرة صباحا يستفيدون من فترة استراحة يلتحقون أثناءها بالمقهى الكائن بداخل المصنع لتناول المشروبات والحلويات الموضوعة تحت تصرفهم .وما يشد نظرك أيضا وجود قاعتين بيضاوين بهما أجهزة ذات تكنولوجيا عالية قيل لنا أنه المصنع الوحيد في الجزائر الذي يعتمد على مثل هذه الوسائل الحديثة .الأولى تنتج المئات من البطاقات الالكترونية الموجهة لاستعمالها في أجهزة التلفزيون والألواح الشمسية ولوحات الإشهار والحاسوب وحتى الهاتف المحمول . ****شباب يتحكم في تسيير تجهيزات متطورة من آخر طراز لكن في الوقت الحالي يقتصر الأمر على استغلالها فقط في إنتاج تشكيلة من أجهزة التلفزيون من نوع (ل أ د ) في كل الأحجام حتى 40 بوصة بمعدل يزيد عن 500 جهاز في اليوم في انتظار إتمام المشاريع المشار إليها سلفا وهي الألواح الشمسية ولوحات الاشهار وكاميرات المراقبة. أما الثانية فتختص في إنتاج مركبات إلكترونية دقيقة خاصة بالبطاقات الأم(cartes meres) المدمجة أيضا في تصنيع أجهزة التلفزيون والألواح الشمسية وسواهما وطاقة إنتاجها في اليوم تصل إلى 1400 بطاقة من هذا النوع. مجموعة من المهندسين الشباب ممن يسهرون على تشغيل مصنع الادماج الالكتروني بحيوية ونشاط تحدثوا إلينا عن طريقة تشغيل القاعتين البيضاويتين حيث أوضحوا لنا في هذا الخصوص أن التحكم في تسيير التجهيزات المتطورة من آخر طراز الموجودة بداخلهما بات أمرا ميسرا بعد أن استفادوا من فترة تكوينية خاصة في الولاياتالمتحدة وفي الصين وهم الآن يزاولون عملهم في الميدان بإشراف مهندس متمرس جيء به من تونس الشقيقة قصد الاستفادة من خبرته وكفاءته مؤكدين بأن هذه التجهيزات تميزها الدقة المتناهية وتضمن النوعية الجيدة للمنتوج ولا تحتمل الغبار ولذا فالولوج إلى القاعة البيضاوية لا يسمح به إلا للمهندسين الممارسين الذين يدخلون إليها حفاة تجنبا لانتشار البيكتيريا المضرة بمثل هذه الماكينات. ****إيني اسم معروف في فرنسا وإنجلترا وأمريكا وبلدان كثيرة وفي الأخير يمكن القول أن المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية تجاوزت المرحلة الصعبة بسلام وها هي اليوم تنتعش وتنهض بفضل هذه المشاريع التي ستحول منطقة سيدي بلعباس إلى قطب صناعي الكتروني بامتياز وهي ماضية قدما نحو آفاق واعدة لتكون رائدة مستعيدة بذلك المكانة التي تبوأتها في الثمانينات. هذا وأن العمال الذين التقيناهم مدركين غاية الإدراك بأن المؤسسة مؤسستهم لا بد من المحافظة عليها والعمل على ترقيتها من خلال بذل الجهد لتحسين النوعية والكم .والواجب يقتضي وضع اليد في اليد مع المسيرين لأجل تجسيد الأهداف المسطرة وتفويت الفرصة على الذين ظلوا يتربصون بها في الأعوام المنصرمة. إن إيني التي يعرف اسمها في فرنسا وإنجلترا وأمريكا وبلدان كثيرة هيهات أن تزول وسيبقى شعارها " رفيقكم الدائم" يستهوي دوما الزبائن في كل مكان من ربوع الوطن.
