أصبحت التحف والأشياء الفنية القديمة التي تعود لأزمنة غابرة من أهم القطع التي باتت تهتم باقتنائها العائلات الجزائرية، لدرجة أنها تدفع أثمانا باهظة للحصول عليها، كونها تدرك تماما أن قدمها وعراقتها ما زاد في قيمتها الفنية و الحضارية، ولعل أكثر ما تقبل هذه الأخيرة على شرائه الساعات العتيقة التي يعود تاريخ صنعها إلى سنوات غابرة ، إلا أنها تبقى صامدة في وجه الزمن شامخة بأشكالها و نقوشها الجميلة ، إضافة إلى الأواني النحاسية و الأدوات الفخارية التي لا تزال تحتفظ ببريقها رغم تأثيرات الزمن عليها . ومن الملاحظ أن بائعي تحف " الأنتيكا " قد يعدون على الأصابع في كل ولاية من ولايات الوطن، نظرا لقلة الخبرة في هذا المجال، غيرأننا نتفاجأ تارة بوجود بائع هاوي تمكن من جمع هذه الأشياء التي لا تخطر على البال و التي اعتقدنا أنها لا توجد في هذا الوقت، حيث أوضح لنا حرفي النحاس و بائع الأنتيكا السيد "تيفوتي يزيد" من قسنطينة أنه عاشق لكل ما هو قديم ، ودائم البحث عن أي تحفة عريقة مهما كان صنفها ، شكلها أو لونها ، إذ يقوم بجمعها ثم عرضها للبيع على زبائنه الذين يستخدمونها في تزيين بيوتهم ويفتخرون لامتلاكها ، موضحا أن هناك من يبحث عن الأواني والساعات ، وهناك من يبحث عن المفروشات كالمقاعد أو مذياع قديم و آلة بيانو ، وقد وجدنا في محله الكثير من القطع العتيقة والقيمة كإكسسوارات الزينة و الأواني المصنوعة من الحديد و كذا النحاس، إلى جانب الإكسسوارات كشمعدان مكاوي، الساعات، القطع النحاسية المشكلة و كل أنواع الأدوات المنزلية ، كما أنه يملك قطعا تعود إلى سنة 1802 منها 3 قطع من إبريق مصنوع من النحاس يحمل أشكالا رومانية جميلة ، حيث يبلغ سعر الإبريق الواحد 20 ألف دينار جزائري . من جهة أخرى صرح صاحب محل لبيع الأنتيكا بالمدينة أن الكثير من الباعة يجمعون هذه القطع يقصدون بين المرميات و الأشياء القديمة التي تركت لمدة زمنية طويلة مركونة ، و قرر أصحابها التخلي عنها ، كما أن البعض من الباعة يقتني ما يراه قيما من عند بائعي الخردة الذين غالبا ما يكون بحوزتهم قطع قيمة و حتى نادرة ، غير أنهم يجهلون أنها تحف تاريخية هامة ، فبعد أن يتم اقتناؤها يقوم جامع " الأنتيكا " بالعناية بها حتى تستعيد بهوها و بريقها ثم يعرضها للبيع ، كما أن بعض الباعة غالبا ما يخوضون رحلات بحث عن قطعة ثمينة ، إذ يتنقلون بين المدن و يبحثون عن فرصة لخوض غمار المزادات التي تخص أغراض البعض من العائلات الغنية ، فضلا عما يقتنوه من أولئك الذين يغيرون أثاث منازلهم ويبيعونه ، خصوصا تلك القطع القديمة التي ورثوها عن الآباء والأجداد.