عرف في قريتنا بسي مصطفى ، حتى اليوم لم أعرف اسمه الحقيقي كاملا ، أرمقه في الجهة الأخرى لطريق القرية الكبير. يجلس على كرسي بين حانوت الخردواتي و مكتبة بوشيخي قبالة قهوة جماعي، شاردا ومتأملا ، مكانه المفضل حين لا يعمل. و في يوم يطرق باب بيتنا ترافقه عدته . يتقدم بطوله الفارع في السقيفة ليصل إلى الصالة – دار الضيوف – بلونها الأخضر المهيب. فيجد قصعة كبيرة من لوح الخيزران عامرة برمل ذهبي تنتظره. و أدعى لمقابلته و قد ارتديت عباءة ناصعة البياض و حنيت يداي ووضع حول رقبتي عقد من عود القرنفل و أصابع رجلي تنوء بثقل صرة أجهل ما فيها. ترتعد أطراف جسمي حين أقف أمام مدخل الصالة فألمح القصعة من بعيد و أتساءل عن سر تواجدها في ذلك المكان. يقبل نحوي من عمق السقيفة صاحبي في اللعب (( العربي )) و عليه نفس حلتي يتقدمه والده. أدعى مرة أخرى لمقابلته ولكن داخل الصالة فأتمنع و أتوجس خيفة. و فجأة أجدني أرتفع عن الأرض بقدرة عجيبة ، فأنتفض بكامل أطرافي و أصرخ و لكن لا مجير لاستغاثتي . أرفع رأسي نحو السقف بحثا عن الطائر و لكن لا أثر له سوى ألما يمزقني وسط كوكبة من النسوة يحطن بي و يمطرنني بأربعة دورو و عشرة دورو .