ترحيل اثنين من نشطاء السفينة مادلين وآخرون يرفضون "طوفان بشري" رافق قافلة الصمود المغاربية وهي تجوب المدن التونسية، بدءا من العاصمة شمالا باتجاه الساحل فالجنوب الشرقي، قبل أن تدخل الأراضي الليبية صباح الثلاثاء، في مشهد مهيب دفع البعض للقول إن القافلة ساهمت في توحيد الشعوب المغاربية على نصرة فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل تجويع أهلها وارتكاب المجازر بحقهم. وكانت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين أعلنت، الاثنين، انطلاق قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار على غزة، فيما دعت أطراف عدة في تونس السلطات الليبية والمصرية إلى تسهيل عبور القافلة إلى مدينة رفح تمهيدا لعبورها إلى قطاع غزة. وأعلنت الهيئة التنظيمية لقافلة الصمود انتهاء المرحلة الأولى من المسار بعد 24 ساعة قضتها داخل تونس، وانطلاق المرحلة الثانية من المسار (داخل ليبيا). ونشر الناطق باسم القافلة، وائل نوار، شريط فيديو يوثق دخول القافلة إلى ليبيا من معبر رأس جدير، مؤكدا أن المحطة الأولى للقافلة داخل ليبيا ستكون مخيم جود دائم، في مدينة الزاوية. وكانت القافلة نشرت عددا من الفيديوهات التي توثق الاستقبال الكبير لها من قبل آلاف التونسيين الذين رافق بعضهم القافلة على كل التراب التونسي، وهو ما عبر عنه أحد المنظمين بالقول: قوبلنا بطوفان بشري يؤكد الكم الكبير من الحب الذي يكنه التونسيونللفلسطينيين، حيث يحتفظ الطرفان بتاريخ مشترك امتزجت فيه دماء الشعبين الشقيقين على مدى عقود. وسرعان ما تحول وسم "قافلة الصمود" إلى ترند على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك وإكس، حيث تداوله مئات الآلاف من المستخدمين مع شعارات من قبيل "على غزة رايحين شعوب بالملايين" و"كسر الحصار" و"النصر لغزة" و"غزة أرض العزة" وغيرها. وتتزامن القافلة مع قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز سفينة أسطول الحرية (مادلين)، واعتقال جميع النشطاء على متنها، قبل ترحيلهم إلى بلدانهم، وهو ما دفع البعض للحديث عن "فشل" السفينة في تحقيق هدفها المتعلق بكسر الحصار على غزة، محذرين من "مصير" مشابه لقافلة الصمود. ..ترحيل اثنين من نشطاء السفينة مادلين وآخرون يرفضون وصلت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ إلى باريس وكذلك وصل الناشط الإسباني سيرجيو توريبيو إلى برشلونة، بعد ترحيلهما من إسرائيل إثر مشاركتهما في رحلة السفينة مادلين لكسر الحصار عن غزة. في حين ينتظر النشطاء الآخرون العرض على المحكمة لرفضهم التوقيع على أوامر ترحيل. وقالت ثونبرغ عقب وصولها إلى العاصمة الفرنسية متوجهة إلى السويد إن "ما حدث لنا هو استمرار لانتهاك إسرائيل القانون الدولي" مشيرة إلى أن النشطاء يتعرضون لانتهاكات لكنها لا تقارن بما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة. وأضافت أن "إسرائيل نفذت عملا غير قانوني باختطافنا في المياه الدولية" مطالبة بالإفراج عن المحتجزين من النشطاء الذين لا تعرف شيئا عن سلامتهم، وفك الحصار عن قطاع غزة. وأكدت الناشطة السويدية أنهم سيواصلون محاولاتهم لوقف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحكومات متواطئة فيما يحصل بغزة من خلال دعمها جرائم إسرائيل في القطاع. ومن جهته، أكد توريبيو أن ما قامت به إسرائيل بحق سفينة مادلين هو هجوم قراصنة غير قانوني، وقال إن جيش الاحتلال اختطف السفينة واعتقل ركابها في المياه الدولية بعيدا عن أي منشآت أو مناطق عسكرية. ومن جانب آخر، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن 8 من أعضاء السفينة رفضوا التوقيع على إجراءات الترحيل وسيتم تحويلهم إلى الحجز تمهيدا لترحيلهم قسريا. وكانت الخارجية الإسرائيلية أعلنت -في بيان- أن النشطاء على متن السفينة مادلين نُقلوا إلى مطار بن غوريون تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم. وأكدت أن من يرفض منهم التوقيع على تعهد بالالتزام بشروط الترحيل سيتم عرضه على قاض لإقرار ترحيله وفق القانون الإسرائيلي.