عرض أول امس الباحث في الموسيقى والتراث عبد القادر بن دعماش بنادي الفنانين بالمسرح الجهوي لمستغانم كتابه الموسوم "الشيخ الحاج امحمد العنقى عميد أغنية الشعبي" الذي صدر مؤخرا ليوثق مسيرة فنان الأغنية الشعبية الجزائرية الحاج محمد العنقى أحد أعمدة الفن الجزائري . في جلسة ثقافية جمعت نخبة من المثقفين ووجوه فنية قدم فيها الباحث بن دعماش كتابه واستعرض فيه بأسلوب تحليلي بدايات الراحل الفنان محمد العنقى، وتكوينه الفني و سلط الضوء على السياق التاريخي الذي نشأ فيه الفن "الشعبي" مؤكدًا أن العنقى لم يكن مجرد فنان بل كان مثقفًا واعيًا اختار التجديد دون التفريط في أصالة الأغنية الشعبية التي جمعت بين المديح الديني والتقاليد محدثا بذلك ثورة موسيقية جديدة باعتباره احد مؤسسي هذا النمط (الاغنية الشعبية). ويعد هذا الكتاب مساهمة قيمة في توثيق الذاكرة الموسيقية الوطنية والحفاظ على تراث أحد أهم أعلامها يقع في 400 صفحة و يتناول عبر فصوله و بمراجع ثرية وصور نادرة محطات التجربة الفنية الطويلة للشيخ امحمد العنقى (1907- 1978) مع تسليط الضوء على بدايات دراسته و شغفه بموسيقى الشعبي وتأثير معلميه على توجهاته الفنية . وكان بن دعماش قد صرح أن العنقى ترك وراءه تراثا موسيقيا ضخما وما يفوق 130 اسطوانة وتتلمذ على يديه جيل من الفنانين و أوضح أن الكتاب يتضمن معلومات دقيقة و تفاصيل نادرة مدعمة بالوثائق والصور والأرشيف حول حياة ومسار الفنان خاصة في مجال التسجيلات والقصائد التي ألفها أو أداها والمستلهمة من التراث الشعبي الجزائري و مختلف الأحداث التي عايشها. تخلل اللقاء مناقشة وحوار بين الباحث والحضور، واختتم بتقديم تكريم رمزي للباحث المثقف "عبد القادر بن دعماش" ابن مدينة مستغانم .