تنظم كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2 "محمد بن أحمد"، فعاليات الطبعة الثالثة من "أيام المدينة"، وذلك من 30 سبتمبر إلى 02 أكتوبر 2025 على أن يُخصص يوم 01 أكتوبر لانعقاد الملتقى الوطني الثالث تحت عنوان: "الأنماط الممارساتية ورهانات التحول في المدن الجزائرية". يأتي تنظيم هذا الملتقى الوطني في سياق تتسارع فيه التحولات الاجتماعية والعمرانية داخل المدن الجزائرية، وبات من الضروري فهم الأنماط الممارساتية اليومية للسكان وتحليل كيفية تفاعلهم مع الفضاءات الحضرية، بما يعكس التحول في الهوية الحضرية وطرق العيش والاندماج المجتمعي، حيث يسلط الملتقى الضوء على التفاعل المعقد بين الفضاء الاجتماعي والافتراضي، وعلى كيفية تأثر أنماط الحياة الحضرية بالتغيرات المتسارعة، في ظل ما يُعرف ب"التثاقف". وتركز الورقات العلمية المشاركة على قراءة الرهانات الحضرية من خلال الاستراتيجيات المعتمدة من قِبل الأفراد والمؤسسات لمواجهة الديناميكية الحضرية السريعة التي أصبحت سمة بارزة للمدن الجزائرية. كما يتناول اللقاء العلمي رهان التنمية الحضرية المستدامة، التي تتطلب التوازن بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية من جهة، وحماية البيئة والموارد من جهة أخرى، ما يحتم التفكير في آليات تخطيط جديدة تستجيب للواقع المتغير وتحقق التكيف مع مستجداته. وينفتح الملتقى على مجموعة من المحاور الأساسية التي ترصد مظاهر التحول الحضري في المدن الجزائرية منها "التنوع الثقافي والحضري": دراسة كيف يعكس التداخل بين العادات المحلية والعولمة الثقافية هوية المدن، من خلال تأثيرات الهجرة، وسائل الإعلام، أنماط الاستهلاك، ومنصات التواصل الاجتماعي، "العوامل المؤثرة في التحول": التركيز على أدوار التوسع العمراني، التحولات الاقتصادية، وبروز اقتصاد المنصات، في تشكيل ممارسات حضرية جديدة، "التحولات الثقافية والفنية": مقاربة دور الفن والعمارة في تعبير المدن عن ذاتها الجديدة، وفي إعادة تشكيل ملامحها البصرية والثقافية، "التحديات والرهانات": تسليط الضوء على ما يواجهه المواطن من صعوبات في ظل التحول، وعلى مكانة الهوية الحضرية في ظل هذه المتغيرات، " التحول في أنماط الحياة اليومية": مناقشة كيفية تغيّر عادات الجزائريين في المدن، من تنظيم الوقت إلى التفاعل مع الفضاء العمومي، "إعادة تشكيل صورة المدينة": سعي الملتقى إلى تحليل كيف تساهم هذه التحولات في إعادة تعريف صورة المدن الجزائرية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. بهذا يهدف الملتقى بحسب منظميه، إلى دراسة التحديات والفرص المرتبطة بتطوير المدن في الجزائر، مع التركيز على تحليل الأنماط الحضرية وتأثيرها على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى استكشاف استراتيجيات التحول المستدام في ضوء التغيرات التي يعرفها المحيط الحضري، كما يسعى اللقاء العلمي إلى تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية من أكاديميين، باحثين، فاعلين مدنيين ومؤسسات رسمية، من أجل تبادل الخبرات وتنسيق الجهود لتحقيق تخطيط عمراني فعّال يراعي السياقات المحلية ويرسّخ تنمية حضرية متوازنة. ومن المنتظر أن يشهد هذا الملتقى حضورًا لافتًا لمجموعة من الباحثين والأكاديميين من مختلف الجامعات الجزائرية، إلى جانب طلبة الدكتوراه والمهتمين بالدراسات الحضرية، حيث سيشكّل مناسبة علمية هامة لتبادل الآراء والنقاشات حول مستقبل المدن الجزائرية في ظل التحولات المتسارعة، وفرصةً للتفكير في المدينة ليس فقط كمجال عمراني، بل ككيان اجتماعي وثقافي حيّ.