عكس ما كان متوقعا، لم يغضب الرئيس البليدي محمد زعيم بعد تعثر فريقه في الجولة الفارطة أمام شباب بلوزداد، بدليل أن رد فعله لم يكن عنيفا ضد لاعبيه بعد نهاية اللقاء ولم يُوبخهم تماما على المردود الذي قدموه وعجزهم عن الوصول إلى شباك المنافس... بل بالعكس، أثنى عليهم في غرف حفظ الملابس بعد نهاية اللقاء وشكرهم على المردود الذي قدموه مطالبا إياهم بتجاوز هذا التعثر بسرعة والتفكير في كيفية التدارك خلال الجولات القادمة. وحتى يجعل لاعبيه لا يشعرون كثيرا بالضغط وخطورة الوضعية التي تتواجد فيها التشكيلة، أكد لهم أن حظوظهم لا زالت قائمة وقادرون على تحقيق البقاء. شكرهم على المردود الذي قدموه في بداية حديثه مع لاعبيه، أكد زعيم أنه ليس بوسعه أن يطلب منهم أكثر مما قدموه لأنه كان حاضرا بالملعب وتابع اللقاء باهتمام وشاهد كيف أن عناصره لعبت بحرارة وفرضت سيطرة مطلقة على المنافس طيلة التسعين دقيقة، غير أن الحظ لم يُحالفها في الوصول إلى شباك الشباب، خاصة ركلة الجزاء التي ضيّعها إزيشال. كما تأكد زعيم أن الحارس أوسرير هو الذي حرمهم من الفوز بعدما تألق وصد كل الهجمات التي قام بها الخط الأمامي. “يجب أن لا تنهاروا وحظوظنا في البقاء لا زالت قائمة“ وحتى يرفع معنويات لاعبيه أكثر ويجعلهم يتجاوزون هذا التعثر، قال زعيم للاعبيه: “يجب أن لا تنهاروا بمجرد هذا التعثر لأنكم كنتم الأحسن أمام فريق قوي ويفوقكم من حيث الخبرة، وأنا واثق أنكم تملكون الإمكانات اللازمة التي تسمح لكم بتحقيق البقاء، ويجب أن لا تستمعوا إلى الكلام الذي يُقال على أننا سقطنا إلى القسم الثاني لأن حظوظكم لا زالت قائمة وقد مررنا بهذه الوضعية الموسم الفارط، لكن إرادة اللاعبين كانت قوية وتمكنّا من ضمان البقاء في الجولات الأخيرة، بالتالي عليكم أن تبقوا مركزين إلى غاية الجولة الأخيرة”. اللاعبون وعدوا زعيم بتحقيق البقاء مهما كان الثمن بعدما إنتهى زعيم من كلامه، أبدى المدرب عساس ولاعبيه إرتياحهم من خرجة رئيسهم خاصة أن معظمهم كانوا يتوقعون أن يوبخهم زعيم بعد هذا التعثر، ما جعل إزيشال ورفاقه يعدون رئيسهم ببذل كل ما في وسعهم من أجل تحقيق البقاء مهما كان الثمن، حيث تأكدوا أنهم يملكون الإمكانات اللازمة لذلك ولا ينقصهم سوى تجسيد الفرص التي تتاح لهم. لكن الكلام وحده لا يجدي نفعا لأن اللاعبين تحدثوا كثيرا ولم يجسدوا ذلك على أرض الواقع، لذلك عليهم التأكيد فوق أرضية الميدان لأن كل نقطة تضيع من الآن فصاعدا ستزيد من عمق الأزمة وتؤدي بالفريق تدريجيا إلى جحيم القسم الثاني. عساس أيضا متفائل بالبقاء من جهته، فإن المدرب عساس بدا غير راض عن النتيجة المسجلة لأن فريقه ضيّع نقطتين قد يندم عليهما كثيرا في نهاية الموسم وكان يأمل تحقيق الفوز في ثاني مباراة له على رأس العارضة الفنية مثلما كان عليه الحال أمام مولودية وهران عندما قاد فريقه إلى الفوز بعد عدة جولات من النتائج السلبية، لكن في المقابل بدا عساس راضيا عن الأداء الذي قدموه، حيث أكد أنهم سيطروا على المنافس بالطول والعرض وكان بمقدورهم إنهاء اللقاء بنتيجة عريضة لو عرفوا كيف يستغلون الفرص التي أتيحت لهم. عساس: “هذا الفريق قادر على تحقيق البقاء” وقد كشف لنا المدرب عساس بعد نهاية لقاء شباب بلوزداد أن إتحاد البليدة قادر على تحقيق البقاء لأنه يملك الإمكانات اللازمة لذلك، مشيرا إلى أنه كان أحسن بكثير من شباب بلوزداد رغم الفارق في المستوى والإمكانات. وأضاف أن الكرة رفضت الدخول بالنظر إلى الفرص العديدة التي أتيحت لهم وأحيانا -كما قال- الكرة تكون ظالمة، لكن ذلك لن يثني من عزيمتهم في مواصلة اللعب بهذه الإرادة في المباريات القادمة من أجل العودة بنقاط من خارج الديار وعدم التفكير في المباريات التي تنتظرهم فوق ميدانهم فقط. وختم كلامه بالقول إنه سيتحدث مع لاعبيه بعد العودة إلى التدريبات أمسية الغد ويطلب منهم نسيان هذا التعثر بسرعة والتفكير في كيفية العودة بالنقاط الثلاث من التنقل الذي ينتظرهم في الجولة القادمة إلى مولودية باتنة. إزيشال محل إتهامات بعد تضييعه ركلة الجزاء لم يسلم المهاجم إزيشال من الإنتقادات بعدما ضيّع ركلة جزاء أمام شباب بلوزداد، حيث فتح بعض الأنصار النار عليه وأكدوا أنه تعمّد تضييع تلك الركلة وبعض الفرص السانحة التي أتيحت له حتى لا تفوز البليدة. وذهبوا بعيدا في كلامهم عندما أكدوا أن إزيشال لن يلعب بكامل إمكاناته في المباريات القادمة من أجل إسقاط البليدة إلى القسم الثاني حتى يغادر دون الحصول على وثيقة التسريح. سيُغادر حتى لو تضمن البليدة البقاء في القسم الأول لكن ما لا يعلمه هؤلاء الأنصار الذين فتحوا النار على اللاعب هو أن إزيشال سيغادر البليدة الموسم المقبل دون حاجته لوثيقة التسريح حتى ولو ضمنت التشكيلة البقاء في القسم الأول، وهو ما كشفه رئيس “الفاف” منذ أيام لمصدر مقرب من “الهدّاف”، حيث أكد لنا مصدرنا الذي تحدث مع روراوة على أن هذا الموسم هو الأخير للأفارقة الذين ينشطون في البطولة الوطنية حتى ولو كانوا مرتبطين بعقود لمواسم أخرى مع فرقهم، على غرار إزيشال المرتبط بثلاث سنوات أخرى. غير أنه حسب كلام روراوة، فإن اللاعب سيغادر سواء بقيت البليدة في القسم الأول أم لا، لأن بطولة الموسم القادم ستكون دون لاعبين أفارقة إلا إذا طرأت مستجدات جديدة بعد نهاية الموسم الحالي. دفنون يُعاقب بلقاءين ويعود غدا مثلما تكهنت به “الهدّاف” بعد طرده بالبطاقة الحمراء في لقاء مولودية وهران، عاقبت الرابطة الوطنية المدافع دفنون بلقاءين استنفد واحدا أمام شباب بلوزداد وسيغيب أيضا عن لقاء الجولة القادمة أمام مولودية باتنة. يذكر أن اللاعب تخلف عن الحصص التدريبية التي أجرتها التشكيلة بعد لقاء بلوزداد بسبب وفاة أحد أقاربه، على أن يعود إلى التدرب مع رفاقه غدا السبت. -------------------------------------------------------------------------------- شبيرة: “لن نستسلم وسنُكافح من أجل ضمان البقاء” في البداية، ماذا تقول عن تعثركم أمام شباب بلوزداد؟ أنا شخصيا لم أفهم ماذا يحدث لنا في مرحلة العودة، حيث نلعب بطريقة جيدة في معظم المباريات لكن النتيجة دائما لا تكون في صالحنا. أما عن سؤالك، أقول إن هذا التعثر لا يساعدنا تماما لأننا دخلنا أرضية الميدان بنية الفوز وتأكيد نتيجة مولودية وهران، وكنا على أتم الإستعداد لهذا اللقاء الذي حضّرنا له جيدا لكن شاهدتم ماذا حدث، فالكرة رفضت الدخول حتى عندما تحصلنا ركلة الجزاء. ألا ترى أن تضييع ركلة الجزاء أثّر فيكم سلبا؟ لا يمكن القول إن تضييع ركلة الجزاء من إزيشال أثر في نفسيتنا سلبا لأن ذلك حدث في المرحلة الأولى وليس في الدقائق الأخيرة من المباراة. ثم إننا بعد تلك الركلة سيطرنا بالطول والعرض على المنافس وواصلنا اللعب بهذه الإرادة، وشاهدتم عدد الفرص التي أتيحت لنا لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة. هل أنتم مقتنعون بالمردود الذي ظهرتم به في هذا اللقاء؟ أنا من جهتي أرى أننا لعبنا إحدى أحسن المباريات من حيث المستوى، لأننا لم نرتكب الأخطاء في الخلف وتحكمنّا في الكرة بشكل جيد حيث هددنا دفاع المنافس من كل الوضعيات وأجبرنا شباب بلوزداد على البقاء في منطقته طيلة التسعين دقيقة، لكن من جهة أخرى أقول إنه لا توجد فائدة من أن نسيطر على اللقاء ولا نفوز، وكنت أفضل لو أننا لم نلعب جيدا وفزنا. ألا ترى أن تواضع مردود الخط الأمامي هو سبب الوضعية الحالية؟ لا أقول إن المهاجمين هم سبب الوضعية الحالية لأن هجومنا دائما يسعى إلى بذل كل ما في وسعه من أجل التهديف، لكن الوضعية الحالية نتحمّلها جميعا، ومثلما يفشل المهاجمون في التسجيل نفشل نحن أيضا في بعض الأحيان في الحفاظ على نظافة شباكنا، وكل ما أتمناه هو أن يقوم كل واحد منا بدوره على أحسن وجه ويتحمّل كامل مسؤولياته. أنصاركم غضبوا منكم كثيرا وقرروا مقاطعة المباريات القادمة. أنا من جهتي أرى أن الأنصار على حق لأنهم تأثروا كثيرا من تكرار السيناريو كل موسم، ويجب أن لا ننسى أننا نلعب على تفادي السقوط وندخل في الحسابات للموسم الثالث على التوالي، لكن في المقابل يجب عليهم الصبر إلى غاية الجولة الأخيرة وإن شاء الله سنقود الفريق إلى تحقيق البقاء في القسم الأول. الوضعية الحالية لا تقبل التعثر في المباريات المقبلة. هذا أكيد، التعثر الأخير أمام بلوزداد لن يجعلنا نستسلم ونرفع الراية البيضاء وإنما سنواصل اللعب بهذه العزيمة وسنكافح من أجل تدارك النقاط التي ضيعناها فوق قواعدنا. نحن متفائلون بعد المردود الذي قدمناه، لكن يجب أن يوافق ذلك تجسيد الفرص التي تتاح لنا.
