إتحاد البليدة بعد الفوز على اتحاد العاصمة البليدة تُنعش حظوظها واللاعبون يرفضون تضييع الفرصة

تمكنت تشكيلة اتحاد البليدة من تحقيق فوز ثمين أول أمس أمام اتحاد العاصمة بهدفين لهدف واحد، في مباراة سارت في اتجاه واحد لصالح أشبال المدرب عساس الذين سجلوا هدفين وكان بمقدورهم إنهاء اللقاء بفوز كبير لو استغلوا الفرص التي أتيحت لهم.
لكن يبقى المهم في مثل هذه الوضعية هو الظفر بالنقاط الثلاث التي أنعشت حظوظ التشكيلة في تحقيق البقاء، خاصة أنها غادرت ثلاثي المؤخرة بعد خسارة جمعية الخروب في باتنة أمام «الكاب». ولذلك فإن اللاعبين يرفضون تضييع الفرصة في المباريات القادمة ويعوّلون على البقاء بعيدا عن ثلاثي المؤخرة، ولم لا تحسين ترتيبهم أكثر وضمان البقاء قبل الجولة الأخيرة من بطولة هذا الموسم.
البداية كانت مثالية واللاعبون تحرّروا من الضغط
قبل بداية اللقاء أصرّ المدرب عساس على لاعبيه ضرورة الوصول إلى شباك المنافس قبل إنقضاء ربع ساعة من المرحلة الأولى، وهو ما تحقق في الدقيقة التاسعة عندما تمكن «إزيشال» من افتتاح مجال التهديف بعد كرة ثابتة نفذها حريزي بطريقة جيدة، وهو الهدف الذي جعل اللاعبين يتحرّرون من الضغط الشديد الذي دخلوا به المباراة، وكادوا يضيفوا هدفا ثانيا دقيقة بعد ذلك بعدما وجد حريزي نفسه وجها لوجه أمام الحارس عبدوني لولا تألق هذا الأخير الذي أبعد الكرة بصعوبة.
الدفاع وغالم تصديا لردّ فعل المنافس
بعد الهدف الأول الذي وقعه «إزيشال» سجلنا ردّ فعل من طرف أشبال المدرب سعدي، الذين هدّدوا مرمى الحارس غالم في أكثر من مناسبة لاسيما بواسطة حميدي، الذي كان أخطر لاعب من جانب اتحاد العاصمة وأقلق دفاع البليدة كثيرا، وكذا طاطام الذي كاد يصل إلى الشباك بعد مرور نصف ساعة لولا براعة الحارس غالم، إضافة إلى المدافعين الذين تفوّقوا في العديد من الصراعات الثنائية وحافظوا على نظافة شباكهم في المرحلة الأولى.
«إزيشال» أضاف هدف الإطمئنان قبل نهاية الشوط الأول
وقبل نهاية المرحلة الأولى عرفت البليدة كيف تستثمر في نقص خبرة معظم لاعبي اتحاد العاصمة ووقعت هدفا ثانيا بواسطة «إزيشال» بطريقة جميلة بعدما انطلق من وسط الميدان وتجاوز مدافعين قبل أن يسدّد بالرجل اليسرى ويضع الكرة في الزاوية اليسرى لمرمى الحارس عبدوني، وهو الهدف الذي جعل البليدة تضمن النقاط الثلاث بنسبة كبيرة لأن عودة المنافس في المرحلة الثانية كانت صعبة بالنظر إلى إصرار اللاعبين على الحفاظ على تقدمهم.
البليدة سيّرت اللقاء في المرحلة الثانية
وفي المرحلة الثانية قدّم المدرب عساس نصائح للاعبيه حيث طلب منهم تسيير اللقاء واللعب بحذر في الخلف مع الاعتماد على الهجمات المعاكسة السريعة بواسطة «إزيشال» والبديل جمعوني الذي كاد أن يضيف هدفا ثالثا لولا التسرّع. كما حرم الحكم حاج ساعد من ركلة جزاء شرعية بعد عرقلته داخل المنطقة بواسطة المدافع شكلام. وفي الربع ساعة الأخير عاد اللاعبون إلى الخلف للحفاظ على النتيجة.
لحسن الحظ أن هدف مكلوش كان متأخرا
بعد عودة البليدة إلى الخلف للحفاظ على النتيجة في الربع ساعة الأخير، أصبحت السيطرة لأشبال المدرب سعدي الذين نظموا صفوفهم وشنوا العديد من الحملات الهجومية على مرمى الحارس غالم، وأثمرت إحداها بهدف تقليص الفارق بواسطة البديل مكلوش، ولحسن حظ البليدة أن هذا الهدف جاء متأخرا ولم يؤثر كثيرا على النتيجة الفنية وإلا لكانت التشكيلة فقدت نقطتين ثمينتين.
عساس مرتاح للنتيجة بغض النظر عن الأداء
أبدى المدرب عساس في نهاية اللقاء ارتياحه للفوز الذي حققه فريقه، حيث أثنى على لاعبيه في غرف حفظ الملابس وشكرهم على المجهودات الكبيرة التي بذلوها، وكشف أن فريقه كانت تهمّه النتيجة الفنية بغض النظر عن الأداء لأنه (المدرب) لم يكن في حاجة على حدّ تعبيره إلى أداء مباراة كبيرة من حيث الأداء وعدم الظفر بالنقاط الثلاث. وأضاف أن الوضعية التي يتواجدون فيها كانت تحتم عليهم البحث عن الفوز وليس تحسين الأداء.
اللاعبون ارتاحوا لفوز «الكاب» والأمور تعود إلى نصابها
مباشرة بعد نهاية اللقاء كان أول شيء سأل عنه اللاعبون هو نتيجة لقاء شباب باتنة وجمعية الخروب، وبعدما علموا بسقوط منافسهم المباشر على البقاء أبدوا ارتياحهم لأن هزيمة الخروب وفوزهم على اتحاد العاصمة جعل الأمور تعود إلى نصابها على مستوى الترتيب العام. حيث كانت البليدة تتجاوز الخروب بنقطتين لكن فوز هذه الأخيرة في اللقاء المتأخر على شبيبة القبائل جعل البليدة ضمن ثلاثي المؤخرة قبل أن تترك الخروب الآن ضمن الثلاثي المهدّد بالسقوط إلى القسم الثاني.
.. ويرفضون تضييع الفرصة في المباريات القادمة
أكد لنا بعض اللاعبين الذين تحدثنا إليهم في نهاية اللقاء أن فوزهم على اتحاد العاصمة يجعل مصيرهم في البقاء بين أيديهم، بل وأضحت فرصتهم كبيرة من أجل التقدّم أكثر في الترتيب وضمان البقاء على حساب جمعية الخروب، لذلك أكدوا أنهم يرفضون تضييع الفرصة في المباريات القادمة وفي مقدمتها لقاء اتحاد عنابة الذي سيجري يوم 4 ماي القادم، لأن الفوز في عنابة يجعل التشكيلة تقترب أكثر من ضمان البقاء، في حين أن الخسارة ستجعل التشكيلة تعود مجدّدا إلى ثلاثي المؤخرة.
مباراة عنابة ستكون المنعرج
ويرى معظم اللاعبين أن حظوظهم في البقاء لا تتوقف بالدرجة الأولى على نتيجة المواجهة المقبلة أمام اتحاد عنابة، لكن في المقابل أشاروا إلى أن تلك المواجهة ستكون بمثابة منعرج البطولة، مثلما كان عليه الحال قبل أسبوعين أمام مولودية باتنة حيث كانت المواجهة أكثر من مصيرية وتمكن فيها رفقاء المهاجم «إزيشال» من تحقيق الفوز، لذلك يريدون أن يكرّروا نفس السيناريو في الخرجة المقبلة خاصة إذا علمنا أن عنابة تلعب دون روح في المباريات الأخيرة منذ الإقصاء من كأس الجمهورية على يد شبيبة القبائل، بدليل أنها عجزت عن الفوز في المباراة الأخيرة أمام مولودية العلمة.
إجراء اللقاء دون جمهور أكبر فرصة للفوز
يبدو أن الظروف أضحت تخدم البليدة في المباريات الأخيرة، فبعد غياب بعض العناصر الأساسية من تشكيلة اتحاد العاصمة بسبب الإصابات، ستواجه اتحاد عنابة في الجولة المقبلة دون حضور الأنصار، وبالتالي فإن الفرصة ستكون كبيرة من أجل اللعب على النقاط الثلاث وليس نقطة التعادل، لأن الضغط لن يكون على عاتق اللاعبين، وسيشعرون وكأنهم يلعبون على أرضية ميدانهم.
اللاعبون غضبوا من تصرّف الأنصار مع زعيم
رغم الفرحة التي كانت بادية على وجوه اللاعبين في نهاية اللقاء، إلا أنهم في المقابل لم يهضموا ما أقدمت عليه مجموعة من الأنصار بعد نهاية اللقاء، حيث راحت تشتم الرئيس زعيم والمسيّرين دون أي سبب مقنع لأن التشكيلة فازت بالنقاط الثلاث. حيث أكد لنا اللاعبون أن الأنصار الأوفياء يجب أن يحفزوا اللاعبين والمسيّرين بعد تحقيق الفوز وليس شتمهم، وأضافوا أن الأنصار الأوفياء هم الذين تنقلوا مع التشكيلة إلى سطيف رغم سوء الأحوال الجوية ووقفوا إلى جانبها أمام اتحاد العاصمة، وليس الذين يشتمون اللاعبين والمسيّرين دون سبب مقنع.
غالم تفادى البطاقة الثالثة
من بين الأمور الإيجابية التي دوّنها الطاقم الفني في اللقاءين الأخيرين أمام الوفاق واتحاد العاصمة، هي قلة البطاقات التي أضحى يتحصل عليها لاعبوه. فبعد «إزيشال» الذي عرف كيف يتفادى البطاقة الثالثة، كان غالم أيضا في الموعد ولم يتحصل على الإنذار الثالث الذي كان سيحرمه من المشاركة في مباراة اتحاد عنابة.
بلحول وكرايمية يعودان أمام عنابة
استنفد المدافع بلحول ووسط الميدان كرايمية العقوبة التي كانت مسلطة عليهما في لقاء اتحاد العاصمة، حيث سيعودان إلى المنافسة في اللقاء المقبل أمام اتحاد عنابة. ومبدئيا، فإن التشكيلة ستلعب بكامل عناصرها الأساسية إلا إذا عرفت الحصص التدريبية المقبلة إصابات في التعداد.
عساس يمنح لاعبيه يومين راحة
منح الطاقم الفني يومين راحة للاعبيه بعد لقاء اتحاد العاصمة، على أن تكون العودة إلى التدريبات أمسية الغد بداية من الساعة الرابعة مساء بملعب «تشاكر» تحضيرا للقاء اتحاد عنابة.
«إزيشال» كان نجم المباراة دون منازع
كان المهاجم التشادي «إزيشال» نجم اللقاء دون منازع وانفرد بصدارة هدافي التشكيلة بخمسة أهداف (مع احتساب الهدف الذي سجله في الكأس أمام شبيبة بجاية)، ولا يكمن تألق اللاعب في الهدفين اللذين سجلهما ومنح بهما النقاط الثلاث لفريقه فقط، وإنما في الطريقة التي سجل بها، حيث كانا الهدفان بطريقة جميلة جعلت كل الأنصار الحاضرين يعترفون بقدرات اللاعب الكبيرة ويهتفون باسمه طويلا، كما قدّم بعض الكرات لرفاقه التي لم تستغل، وقد وجد دفاع اتحاد العاصمة صعوبات كبيرة في إيقاف هذا اللاعب إلى درجة أن شكلام ورفاقه في الخط الخلفي اضطروا في العديد من الأحيان إلى ارتكاب الأخطاء ضده للحدّ من خطورته.
وعد قبل اللقاء بتحرّر الهجوم ووفّى بوعده
وكان «إزيشال» أدلى لنا بتصريح نشرناه قبل اللقاء أكد فيه أنه لا خوف على الهجوم أمام اتحاد العاصمة، وذلك بعدما أبدى الطاقم الفني تخوّفه من صيام المهاجمين عن التهديف في المباريات الأخيرة. وكان اللاعب عند وعده ووقع ثنائية أهداها للرئيس زعيم الذي تنبأ له بالتسجيل قبل اللقاء.
الإدارة ستبذل المستحيل للاحتفاظ به الموسم القادم
ومثلما ذكرناه في عددنا الفارط، فإن زعيم يعوّل على إحداث ثورة في الفريق الموسم المقبل من خلال تدعيم التشكيلة بعناصر قادرة على قيادة البليدة لرفع التحدي ولعب الأدوار الأولى، إضافة إلى الحفاظ على ركائز التشكيلة هذا الموسم وفي مقدمتها «إزيشال» الذي يرغب في خوض تجربة إحترافية، لكن في حال ما إذا لم يتلق عرضا احترافيا في المستوى، وسمحت «الفاف» بتواجد اللاعبين الأفارقة في البطولة الموسم المقبل، فلا نستبعد أن يواصل المهاجم التشادي مشواره مع الفريق لموسم آخر، وستبذل الإدارة كل ما في وسعها من أجل إقناعه بالبقاء.
فضّل مساعدة البليدة على لعب مباراة ودية مع منتخب بلاده
وحسب مصدر مقرّب من «إزيشال» فإن اللاعب كان تلقى دعوة من مدرب منتخب بلاده للمشاركة في التربص الذي يقيمه المنتخب التشادي الأول في مصر وواجه يوم الجمعة الفارط النادي «البورسعيدي المصري»، لكن اللاعب إعتذر عن المشاركة في تلك المباراة الودية وفضّل البقاء تحت تصرف البليدة، لاسيما أن المباراة الودية التي برمجها الطاقم الفني للمنتخب التشادي لا تدخل ضمن تواريخ «الفيفا»، لذلك فإن «إزيشال» فضّل البقاء تحت تصرّف فريقه وقاده للظفر بثلاث نقاط ثمينة للغاية.
تفادى الإنذار الثالث وسيكون حاضرا في عنابة
إضافة إلى تألقه وإحرازه ثنائية، فإن «إزيشال» عرف بخبرته كيف يتفادى الحصول على الإنذار الثالث الذي كان سيحرمه من التواجد مع التشكيلة في الخرجة الصعبة التي تقود الفريق إلى عنابة في الجولة القادمة، حيث أبدى اللاعب ارتياحه في نهاية اللقاء بتفاديه الحصول على بطاقة صفراء لأنه يرى أن التشكيلة في حاجة إلى خدمات جميع لاعبيها في المرحلة القادمة حتى تواصل حصد النتائج الإيجابية.
----------
إزيشال: «فوزنا على اتحاد العاصمة سيكون وزنه كبيرا في نهاية الموسم»
يبدو أنك سعيد للغاية بعد المردود الذي قدّمته أمام اتحاد العاصمة وتسجيلك هدفين
بطبيعة الحال، أنا سعيد للغاية بعد هذا الفوز الذي حققناه، خاصة أن هذه المباراة لم تكن تقبل التعثر لأننا لعبنا فوق ميداننا وأمام أنصارنا. أما عن الهدفين اللذين سجلتهما فهما يرفعان معنوياتي كثيرا وكنت عازما على الوصول إلى الشباك بعد التخوّفات التي سادت الخط الأمامي في الآونة الأخيرة.
قبل اللقاء صرحت لنا أن الخط الأمامي سينتفض في لقاء اتحاد العاصمة، وهو ما حدث بالفعل؟
كان لزاما علينا الإنتفاضة في هذا اللقاء الوصول إلى شباك المنافس لأن ذلك هو الطريق الوحيد للظفر بالنقاط الثلاث، وقد علمنا كثيرا في الحصص التدريبية على تحسين فعاليتنا أمام المرمى، وبالتالي فإن مجهوداتنا لم تذهب سدى بما أننا سجّلنا هدفين، وكان بمقدورنا تسجيل أكثر من ذلك.
كيف بدا لكم اللقاء؟
اللقاء كان صعبا خاصة في المرحلة الثانية لأن المنافس يملك لاعبين شبان لعبوا بحرارة عالية أمامنا وخلقوا لنا الكثير من الصعوبات، لكن إرادتنا في الفوز كانت قوية، وما ساعدنا أكثر هو إفتتاح مجال التهديف مباشرة بعد بداية اللقاء ما جعلنا نلعب دون ضغط شديد، وبعدها سجلنا هدفا ثانيا قبل نهاية المرحلة الأولى بدقائق وغادرنا إلى غرف حفظ الملابس بمعنويات جيدة.
في المرحلة الثانية تراجع أداؤكم ما سمح للمنافس بتقليص الفارق، ما تعليقك؟
في المرحلة الثانية عملنا على تسيير اللقاء والحفاظ على النتيجة المسجلة مع إعتمادنا على الهجمات المعاكسة التي كادت تكلل بهدف ثالث بالنظر إلى الفرص التي أتيحت لنا، ما جعل المنافس يرمي بكل ثقله في الهجوم ويقلص الفارق، لكن لحسن حظنا أن الهدف جاء في آخر دقيقة من اللقاء.
هل ترى أن الفوز سيكون له دور كبير في ضمان البقاء؟
الفوز الذي حققناه على اتحاد العاصمة سيكون له وزن كبير في نهاية الموسم لأن الأمر لا يتعلق بنقطة واحدة فقط وإنما بثلاث نقاط ثمينة، وكما تعلمون المرتبة التي نتواجد فيها حاليا لا تقبل التعثر فوق ميداننا، حيث يجب علينا الفوز بجميع المباريات في ملعب «تشاكر» مع العمل على العودة بثلاث نقاط خارج قواعدنا.
نفهم من كلامك أن الفوز سيكون ضروريا في لقاء الجولة القادمة أمام عنابة
هذا أكيد، نحن لا نريد تضييع فرصة مغادرتنا لثلاثي المؤخرة، حيث سنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحسين ترتيبنا أكثر، لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا عدنا بالنقاط الثلاث من عنابة. فالطاقم الفني منحنا يومين راحة نستعيد فيهما أنفاسنا وبعد العودة إلى التدريبات سندخل مباشرة في جوّ لقاء عنابة الذي يجب الفوز فيه ولا بديل عن ذلك.