جاء في بيان للجمعية العلمية الفلكية البوزجاني أن الفلكيين وعشاق السهر ليلا على ضوء النجوم، خاصة في الليالي الصافية من 06 إلى 12 أوت الجاري سيتمتعون بمشاهدة همرات البرسييد أو البرشاويات (Perséides) وهي شهب تتهاوى علينا من السماء بالعشرات كسهام خاطفة ولماعة. ويتم رصد هذه الشهب دون الحاجة إلى منظار أو تلسكوب، يكفيك لمتابعة هذا المشهد السماوي الرائع التحلي بدقة الانتباه والملاحظة بالعين المجردة وبكثير من الصبر مع اختيار موقع رصد مناسب يستحسن أن يكون بعيدا عن الأضواء الكاشفة مع الاستلقاء على الظهر أو أريكة طويلة مع التوجه نحو الشمال الشرقي. وعن توقيت حدوثها فهناك همرات تتكرر أكثر من مرة في العام الواحد، وسببها انتهاء حياة أحد المذنبات وانتشار مكوناته من الأجرام الصغيرة على عدة مواقع من مدار الأرض، مما يؤدي إلى حدوث همرة من الشهب كلما بلغت الأرض على مدارها موقعا من تلك المواقع. وقد استطاع الفلكيون بعد عناء كبير من البحث والمراقبة أن يحددوا الفترات التي تلتقي فيها الأرض مع مخلفات المذنبات في فصلي الربيع والصيف ثم في فصلي الخريف والشتاء، وأعطوا لكل موعد حدوث همرة من تلك الهمرات اسم المذنب الذي تكون مخلفاته سببا في حدوثها أو اسم الكوكبة النجمية التي تبدو قادمة منها. تجدر الإشارة أن معظم الشهب يتألف من أجرام صلبة صغيرة الحجم بعضها ذات تركيب معدني يغلب عليه الحديد وبعضها الآخر صخري معدني، وكلها ناتجة عن فتات الكويكبات والنيازك. ويترواح حجم الشهاب بين 0.5 سم وعدة سنتيمرات، ولا يعتبر ذلك الجرم شهابا إلا بعد أن يدخل الغلاف الغازي للأرض ويحترق فيه بالكامل، ساحبا وراءه خطا من النور الوهاج ومخلفا بعده في الجو رمادا دقيقا بعضه يهبط ببطء نحو سطح الأرض، وبعضه يبقى معلقا لفترة في الفضاء مع بقية الجزيئات الدقيقة السابحة فيه، ثم لا يلبث أن يهبط هو الآخر إلى سطح الأرض كغبار دقيق أو مع قطرات المطر مؤلفا النوى الدقيقة التي يتكاثف حولها بخار الماء في الجو ليتحول إلى قطرات. ويدوم شريط النور الذي يتركه الشهاب خلفه بين ثانية أو عدة ثوان، وذلك حسب حجم الشهاب ومدى صلابة مكوناته وتسارعه.