بعد الخطوة التي قامت بها الأحزاب الإسلامية الأربعة، العدالة والتنمية، النهضة، البناء وحركة التغيير، بالتوافق حول دخول غمار تشريعيات 2017 بقوائم موحدة على المستوى المركزي، ينبثق عنها تحالف اندماجي للحركتين الأوليتين، تكون أوراق قيادة حركة مجتمع السلم قد تبعثرت بعد أن تركها قرار شركائها الإسلاميين تجد نفسها مجبرة على دخول هذا المعترك وحيدة، وهي التي كانت السباقة في اتخاذ قرار مخالف بعد تبني مجلسها الشوري مبدأ التحالفات المحلية، ورفض التحالف المركزي الذي جربته ضمن التكتل الأخضر. والمتتبع للقرار الذي توصل إليه كل من عبد الله جاب الله، ومحمد ذويبي بالدخول في المعترك التشريعي المقبل بقوائم موحدة، والتوصل بعدها إلى تحالف اندماجي، والدخول في مشاورات جد متقدمة مع أحزاب من نفس التيار ممثلة في حركة البناء الوطني وجبهة التغيير اللتين تعودان جذورهما إلى مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، يدرك أن عبد الرزاق مقري وقيادته قد وقعا في "مأزق" بعد أن أفرغ التشكيلات الأربع المجتمعة، قرار مجلسها الشوري القاضي بالتحالف المحلي من محتواه، اذ قطعت على "حمس" أي امكانية لتحقيق أي تحالف بهذه الصيغة، وهي التي قررت التكتل ضمن قوائم موحدة مركزيا.
الا أن قيادة "حمس"، تبقى لها هامش مناورة صغير، الا أنه صعب في نفس الوقت، يكمن في التحالف مع الأحزاب الاسلامية الأربعة، والاتفاق حولها من جديد ضمن تحالفات مركزية، الأمر الذي يؤدي وجوبا الى مراجعة قرار مجلسها الشوري، أو الابقاء على القرار وإعداد قوائم مشتركة مع حركة الاصلاح الوطني التي يترأسها فيلالي غويني فقط، وهي التي لم تلتحق بهذا الركب بعد.
أما السيناريو الثالث لحركة الراحل محفوظ نحناح فيكن في الإقرار بعدم الاستطاعة على إقامة تحالفات والدخول لوحدها في التشريعيات المقبلة، وهو النهج الذي تبناه الكثير من الحمسيين الذين وصلوا إلى قناعة مفادها أن التكتل الأخضر الذي أبرمته الحركة مع الإصلاح الوطني والنهضة سنة 2012، كانت أول المتأثرين به سلبا بخسارة العديد من مقاعدها المعتادة لصالح الحركتين السابقتين.
ويتساءل متابعو تحركات "حمس" ان كان مجلسها الشوري قد تسرع باتخاذ قرار التحالفات المحلية وغلق باب التحالفات المركزية مع شركائها السياسيين على ضوء تقرير مكتبها التنفيذي قبل تشاور ومراجعة الحلفاء السياسيين، أم أن هذه الخرجة الرباعية الغاية منها النأي بالنفس عن "حمس" والتخلي عنها ورفض التحالف معها في هذا الاستحقاق، الأمر الذي يعد "طعنة" في ظهرها. نورالدين علواش