بن زينة: تنظيم امتحانات البكالوريا لا يقاس فقط في المدن الكبرى شويحات: مترشحو البكالوريا في الجنوب امتحنوا بدون كهرباء ولا ماء نوري: مؤسسات بدون تهيئة لامتصاص عدد المترشحين في حين رفعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط الرهان على التسريبات التي تطال قطاعها وركزت كل إمكاناتها المادية والمعنوية لإجهاض أي محاولة تداول مواضيع البكالوريا في مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، غفلت ذات الوزيرة عن أمور تنظيمية جديرة بشحن طاقات المترشحين من الجانب الإيجابي وشحذ هممهم، إذ أن في اليوم الرابع على التوالي للبكالوريا طفت إلى السطح الكثير من الاختلالات والنقائص الموجودة على مستوى مراكز إجراء الامتحانات، خاصة على مستوى ولايات الجنوب على غرار ولاية سطيف التي اشتكى الممتحنون فيها من عدم توفر أدنى شروط الامتحان، وما زاد الطينة بلة تشديد الأساتذة الحراس من عملية المراقبة، خاصة على جنس الإناث اللائي ترتدين الحجاب الشرعي، حيث تباينت آراء النقابات حول الأوراق التنظيمية التي لعبت عليها وزارة التربية لإنجاح البكالوريا.
ظروف غير مواتية تماما لشحذ همم الممتحنين
في السياق، كشف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة ل"الحوار" عن بعض التشديدات المسجلة في اليوم الرابع من البكالوريا مع المترشحات، خاصة المتحجبات والمتجلببات منهن، على ضوء تصريحات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي شددت على الحراس أمس تضييق الخناق على أي حركة من طرف المترشحين، معتبرا أن الأمر دليل على ضعف الوصاية وعدم تمكنها من ضبط محاولات الغش والتشديد على التلميذ والتخوف من أي حركة صادرة منه أثناء الامتحان، خاصة من ترتدين الحجاب الشرعي، مردفا بنبرة غضبة: "إذا كانت وزارة التربية غير قادرة على تنظيم الامتحانات الرسمية كما يجب، فلتدع جهات أخرى تقوم بالأمر"، مؤكدا أن غياب الظروف المواتية للمترشحين بما فيها دورة المياه والانقطاع المفاجئ للكهرباء وعدم اشتغال المكيفات سيؤثر دون شك على النتيجة العامة المحصلة في البكالوريا، مردفا بأن: "تنظيم امتحانات نهاية الثانوي لا تقاس فقط في المدن الكبرى، بل تقاس على المستوى الوطني بما فيها الولايات الداخلية الصحراوية ذات الطبيعة الصعبة التي تتطلب تحضيرا خاصا للمراكز"، مشككا في مجهودات الكثير من الهيئات التي يمكنها إنجاح دورة البكالوريا الحالية، والتي كان من المفترض أن توفر كل الإمكانات للتقليق من الضغط النفسي الذي ينتاب المترشحين، قائلا: "الدولة ضخت أموالا كبيرة من أجل ضمان حسن سير الامتحان الرسمي، وفي سبيل قطاع التربية، لكن مسؤولي هذا القطاع لا يقومون بدورهم كما يجب أن يكون"، منوها بأن أجهزة الأمن الجهة الوحيدة التي قامت بدورها على أكمل وجه في البكالوريا.
العوامل الطبيعية ستؤثر على النتائج النهائية للجنوب لا محال من جهته، كشف رئيس المكتب الجهوي للجنوب لنقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين شويحات يحيى ل"الحوار" عن الكثير من الإشكالات التي زادت الثقل على كاهل الممتحنين في الجنوب، والتي ستؤثر دون شك في النتائج النهائية للمنطقة، فإلى جانب الحرارة التي وصلت إلى 46 درجة، امتحن مترشحو البكالوريا دون كهرباء ولا ماء، ناهيك عن بعد مراكز إجراء الامتحانات بحكم جمع المترشحين في مراكز معينة تبعد عن مكان إقامتهم خاصة الجنوب الكبير، معتبرا أن ظروف سير الامتحانات الرسمية لا تخضع لمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الجنوب والشمال، داعيا الوصاية لتغيير "الوسائر المدرسية" أو أوقات الدخول والخروج المدرسي، وحتى برنامج الامتحانات المبرمجة لتلاميذ الجنوب، خاصة أن ظروفهم المناخية تختلف تماما عن الولايات الأخرى.
تهيئة مراكز الامتحانات من اختصاص اللجان التقنية المتنوعة في حين، اعتبر الناشط في قطاع التربية كمال نوري ، من وجهة نظره، أن تنظيم الامتحانات الرسمية لدورة بكالوريا 2018 يسير في أجواء أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها حسنة لحد الساعة، مؤكدا أن هناك لجانا تقنية متنوعة تسهر منذ بداية السنة الدراسية على تهيئة مراكز إجراء الامتحانات، وهي اللجنة المسؤولة عن تنظيمها بالدرجة الأولى، ولا دخل لوزيرة القطاع في الأمر، مرجحا أن حالة المراكز المزرية في بعض الولايات التي باتت تزيد من تأزم وضعية الممتحنين هي مراكز مخصصة للمترشحين الأحرار، الذين يفوق عددهم في كثير من الأحيان طاقة استيعاب المراكز المتوفرة على غرار ولاية سطيف وبعض الولايات الداخلية، الأمر الذي يضطر الهيئات المكلفة بتنظيم سير الامتحانات لتوجيه الأعداد الكبيرة للمترشحين نحو مؤسسات وثانويات أخرى لامتصاص العدد، قائلا في هذا الصدد ل"الحوار": "وزارة التربية ليست ملزمة بتوفير المبيت والأهل للمترشحين، ولا تدخل في صلاحياتها"، رابطا عدم توفر الشروط الملائمة في المراكز بالعدد الهائل للمترشحين، والذي يفوق عدد المراكز بالولايات. هذا وقال ذات المتحدث ؤن رؤساء المراكز مجبرون خلال كل موسم دراسي على متابعة المراكز الواقعة تحت مسؤولياتهم وتسييرها وفق دليل وطني يحين حسب المستجدات الطارئة إلى القطاع، ولا مجال للاجتهاد أو التصرف فيهو وأي هفوة في التطبيق ما هي إلا هفوة شخصية لمدير المركز -يضيف الناشط التربوي- بالاستناد على خبرته الطويلة في رئاسة امتحانات البكالوريا والبيام، مشيرا إلى أن تنظيم الامتحانات الرسمية يتحسن سنة بعد سنة، فتنظيم الدورة الحالية أحسن مما كان عليه في السنة الماضية، والملاحظ في دورة بكالوريا 2018 أنه تم اعتماد أساتذة طوري الابتدائي والمتوسط للحراسة، في حين تم تقليص عدد أساتذة الثانويات المخصص للحراسة، يقول كمال نوري، الذي اعتبر في سياق ليس ببعيد أن هاجس الإجهاض أي محاولة تسريب لمواضيع البكالوريا هاجس الجميع، لأن الأمر متعلق بمصداقية الشهادة الوطنية على وجه عام وبصورة قطاع التربية في الجزائر، واحتواء الأمر مسؤولية الجميع. سعيدة. ج