دأبت المملكةً العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز، وحتى عهد الملك سلمان، على تدارس هموم الأمة الإسلامية، والسعي الحثيث على تعزيز التضامن الإسلامي، ورأب الصدع، وإيجاد حلول عادلة وشاملة لقضايا الأمة الإسلامية وفق قرارات الشرعية الدولية والقرارات الصادرة من القمم الإسلامية ووزراء خارجية الدول الإسلامية تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، التي تعتبر المرجعية الأساسية لعقد أي مؤتمرات إسلامية، فضلا عن الخروج برأي إسلامي موحد مشترك بعيدا عن سياسة المحاور والتشتت، بما يسهم في خدمة مسيرة التضامن الإسلامي الذي تقف فيه المملكة العربية السعودية رائدة وقائدة لتعزيز العمل الإسلامي المشترك. حرص الملك سلمان، على التفاعل مع القضايا الإسلامية والسعي الحثيث لإيجاد حلول لها حيث ساهم بفعالية في طرح هذه القضايا في المؤتمرات الخارجية وفي جولاته العالمية، واجتماعات الأممالمتحدة، كون المملكة كانت ولا تزال قائدة الأمة الإسلامية فضلا عن حرص الملك سلمان الشديد على التخفيف من الأم الأمة ومداواة جروحها من خلال الدعم الإنساني والاغاثي والسياسي. تنطلق حكومة خادم الحرمين الشريفين حيال تعاملها مع قضايا الأمة الإسلامية، من مفهوم راسخ ووثيق يتمحور في تعزيز التضامن الإسلامي والعمل وفق مرجعيات قرارات القمم الإسلامية وقرارات وزراء خارجية الدول الإسلامية الصادرة بالإجماع من منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب الالتزام الكامل بما تتفق عليه الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهذا يؤكد عمق رؤية المملكةً لمفهوم التضامن الإسلامي ودعمها لتكثيف التشاور بين الدول الأعضاء والعمل وفق فكر استراتيجي جماعي واضح المعالم يعتمد على حل مشكلات وقضايا الأمة الإسلامية، والارتقاء بمستواها المعيشي والحضاري لتقوم بدورها المؤمل على خريطة السياسة الدولية المعاصرة. لم تتوقف هذه المبادرات الرائدة من خادم الحرمين الشريفين على هذه القضايا فقط، بل لتقريب وجهات النظر بين قادة العالم الإسلامي وكان هاجسه على الدوام، تحقيق الوحدة والوئام والاتفاق بعيداً عن الاختلاف و التشرذم وتشجيع الاحترام والتفاهم والتعاون المشترك ودعم العدل والسلام والتصدي للتطرف والكراهية ونشر ثقافة الحوار، والسعي للتعايش السلمي ونشر قيم الوسطية والاعتدال ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة الإسلامية والدليل استضافة المملكةً لاجتماع المصالحة بين الفرقاء في الصومال والفصائل الفلسطينية واجتماع الفرقاء الأفغان . المملكةً حرصت منذ توحيدها على حمل هموم الأمة الإسلامية حيث انبثقت في عهد الملك عبدالعزيز نواة الوحدة الإسلامية عام 1926 عندما دعا المغفور له الملك عبد العزيز إلى عقد قمة إسلامية في مكةالمكرمة بهدف السعي إلى تحقيق الوحدة بين الدول والشعوب الإسلامية، وتوصل المؤتمر إلى عدد من القرارات التي تهم المسلمين وتخدم الإسلام وتمهد للوحدة الإسلامية. واستمر هذا الدور الرائد في عهد الملك سعود بظهور أول ميثاق إسلامي عام 1375 ه والذي ترك آثارًا إيجابية على العلاقات الإسلامية بين الدول والمنظمات، وزاد من دواعي التضامن والوحدة بين الشعوب والمنظمات الإسلامية. وهكذا في عهد الملك فيصل الذي ساند الدول العربية والإسلامية وأصبح رائدًا للتضامن الإسلامي الذي دعمه سياسيًا وماليًا حيث كان له الفضل الأكبر في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي (التعاون الإسلامي حاليًا)، وقيام أول مؤسسة عالمية إسلامية شعبية عام 1382ه المتمثلة في رابطة العالم الإسلامي التي أصبح لها دور في خدمة الإسلام والأقليات الإسلامية. واستمر هذا الاهتمام بقضايا وهموم الأمة الإسلامية في عهد الملك خالد حيث يعد انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في مكةالمكرمة والطائف سنة 1401ه الذي أصدر “بلاغ مكةالمكرمة من الانجازات الإسلامية المهمة، في عهد الملك فهد مساعدة الأقليات المسلمة، واستمرت المملكة أيضا في مواقفها التاريخية، ومبادراتها الحميدة، تنطلق في كل ذلك من التزام عميق بالحق والخير والسلام للإنسانية جمعاء. المملكةً لا تتوقف مبادراتها ودعمها لوحدة مصير العالم الإسلامي بل إنها تدعم العمل الإسلامي بكل أوجهه في مختلف أنحاء العالم، فتقدم المساعدات المالية والعينية إلى المنظمات والجمعيات والمراكز الثقافية والمعاهد وهيئات الإغاثة والوكالات الإنسانية المتخصصة في مساعدة المسلمين الذين يتعرضون للأزمات في شتى بقاع الأرض. حرصت المملكةً على دعم منظمة التعاون الإسلامي لتمكين المنظمة لأداء دورها بشكل فعال تجاه القضايا العربية والإسلامية بعيدا عن سياسة المحاور. للمملكةً العربية السعودية دوراً إستراتيجياً رائداً وبارزاً في تعزيز التضامن الإسلامي وذلك انطلاقاً من مكانتها الكبيرة كدولة محورية في العالم ولها دورها المؤثر على المستوى العالمي. منظمة التعاون الإسلامي تعتبر ثاني اكبر منظمة في العالم بعد الأممالمتحدة، وهي المرجعية لتنظيم وعقد المؤتمرات للدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة. المملكة العربية السعودية تمثل محور التوازن من خلال الأدوار الكبيرة التي تقوم بها، وبخاصة فيما يتعلق بمساهمتها في حل العديد من القضايا والخلافات، وتفويت الفرصة على من يسعون للتدخل المباشر وغير المباشر في البلدان والإسلامية، تتحرك المملكة في الأوقات الصعبة تمد يدها لمساعدة أشقائها شعوب الأمة الإسلامية عند حدوث أزمات سياسية أو اقتصادية أو كوارث طبيعية. إن خادم الحرمين الشريفين يحرص دوماً على توثيق العلاقات بين الدول العربية والإسلامية وتعزيز روح التضامن، حيث يبادر دائما لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لتوحيد الصفوف ولَم الشمل . إن مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه القضايا الإسلامية كانت دوما تسعى على تنقية أجواء العلاقات وتحقيق الوفاق بين الأشقاء والعمل بما من شأنه تعزيز روح التضامن العربي والإسلامي. المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تقوم بجهود عظيمة ومشهودة في سبيل وحدة المسلمين ولم شملهم وجمع كلمتهم وتوطيد العلاقة فيما بينهم و رأب الصدع ومواجهة مختلف التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية ومن ذلك ما يتعلق بحل الخلافات بين الأشقاء.