تعد مئذنة المسجد الأحمر من أهم و أقدم المعالم الأثرية المتبقية بمدينة المدية، هذا وبعد أن تم هدم جل أجزاء المسجد الذي كان يعتبر تحفة فنية يعود تاريخها إلى أكثر من عشرة قرون خلت، و ما تزال هذه المئذنة شامخة شموخ " يوسف بن تاشفين" القائد ألمغاربي الذي بناها متحدية الزمن و العوامل الطبيعية و كذا البشرية، لكنها معبقة بتوابل النسيان. عرفت مدينة المدية خلال التواجد العثماني من سنة 1526 إلى 1830 ميلادي انجاز أربعة مساجد من بينهم الجامع الأحمر، حيث كان الاهتمام العثماني منصبا على إنشاء المرافق الأساسية في كل مدينة من مدن الجزائر، منها الجامع الأحمر الذي يحاذي دار الإمارة و الأسواق العمومية آنذاك، كما كان المذهب الحنفي هو المذهب المعتمد من طرف الجيش و الإدارة العثمانية، و يقع الجامع الأحمر إلى الناحية الجنوبيةالشرقية لمدينة المدية، و جنوب قصر الباي كما يفصل بينهما ساحة تسمى حاليا ساحة الشهداء، و حسب المراجع التاريخية فان تاريخ تأسيس الجامع الأحمر يعود إلى ما قبل التواجد العثماني و بالضبط إلى زمن القائد ألمرابطي "يوسف ابن تاشفين" اللمتوني الذي حكم المغرب الإسلامي و الأندلس خلال القرن الخامس هجري، الموافق للقرن الحادي عشر ميلادي، حيث كان المسجد مركز الإشعاع فكري و حضاري لكثير من المشايخ و الدارسين، و لكن مع مرور الزمن تدهورت حالة هذا المسجد و اندثرت أهم معالمه باستثناء المنارة التي لم تطلها ايادي الزمن ، و التي يميزها طابع العمراني ألمغاربي ذي الثمانية أضلاع، و أثناء فترة الاستعمار الفرنسي قام احد البارونات بنقل لوحة من الرخام كانت بالمسجد إلى المتحف الوطني للآثار القديمة بالعاصمة كتب عليها بالخط ألنسخي" اللهم تقبل من عبدك حسن بأي بن خليل، ما مننت به عليه من بناء هذا المسجد، و اجعله عدة له و ما بين يديه، رحم الله عبدا قال آمين كلما رفع نظره له لسنة 1213 من الهجرة المصطفى صلى الله عليه و سلم ". و ترمز هذه اللوحة إلى تاريخ التأسيس، إلا إن الكثير من المؤرخين يؤكدون على آن تاريخ بنائه يعود إلى ما قبل التواجد العثماني بدليل إن المساجد الأخرى التي بنيت أثناء التواجد العثماني ما تزال قائمة لحد الساعة، بعد أن خضعت لبعض الترميمات، أما المسجد الأحمر فهو أقدم هذه المساجد و للمحافظة على ما تبقى من هذا المعلم التاريخي رصدت مديرية الثقافة لولاية المدية غلافا ماليا لترميمه حيث انتهت الأشغال به بعد أن أجريت دراسة من طرف مكتب دراسات مختص في ترميم الآثار.