يتحدى كثير من الرجال شريكات حياتهن، أو أمهاتهن، في رمضان، من خلال دخولهم سيد البيت المطبخ، ليضيفوا بأياديهم ''الخشنة'' لمستهم على أطباق يشتهونها. كما كان لحرارة صيف هذه السنة وتزامنها مع حلول الشهر الكريم دافعا لهم لأخذ العطلة خلال الشهر الكريم، لتلفحهم حرارة الفرن. إذا كان معظم الرجال خلال أيام السنة لا يتعدون باب المطبخ بحجة ''راني مشغول''، وتجنّبا لتهكم الأقارب، فإن الكثير منهم يكسرون هذه القاعدة في رمضان لمشاركة زوجاتهم في تحضير ''كل ما لذ وطاب'' من الأطباق، بل وحتى غسل الأواني، مع مدهن ببعض النصائح، خاصة إذا كانوا مختصين في الطبخ. ''الخبر'' نقلت شهادات ''الجنس الخشن''، من متزوجين وعزّاب، أبوا إلا مزاحمة الأيادي الناعمة في رمضان، والوقوف على ما تقوم به المرأة لإسكات جوعهم. الشاب سليم قرين، التقيناه بساحة الشهداء بالعاصمة، حيث كان منهمكا في تحضير ''الشوارما'' للزبائن بأحد المحلات. يقول سليم إنه يحرص في كل رمضان على مغادرة العاصمة للالتحاق بعائلته في جيجل ودخول المطبخ لمساعدة والدته وشقيقاته. وبحكم خبرته في الطبخ العاصمي، يشرف سليم، كما أكده لنا، على تحضير بعض الأطباق العاصمية، ''كطاجين لحلو''، والكباب، و''المثوّم'' (أو الكفتة)، إلى جانب تزيين السلطات وإعداد الحوت والسمك. ومن جهته، يجد عبد العزيز مريغيت متعة في دخول ''مملكة النساء'' في رمضان، الأمر الذي يدفعه لأخذ العطلة فيه، حيث يحرص دائما على تحضير طبق ''المثوّم''الذي علمته إياه زوجته. ويقول محدثنا: ''أصبحت خبيرا في تحضير طبق المثوّم، غير أن ما يعاب عليّ أنني أضيف له كمية كبيرة من الملح، ما يحوّل مائدة الإفطار إلى حلبة صراع مع زوجتي التي تمطرني بانتقاداتها اللاذعة''. ويشاطره الرأي عبد القادر دلاّل، طباخ بمطعم للوجبات السريعة بوسط العاصمة، حيث يقول: ''مهمتي في رمضان تحضير السلطة وطبق الكباب الذي أضفي عليه لمستي، لتكون له نكهة خاصة جدا، وزوجتي تشهد على ذلك، وأطفالي الأربعة أيضا''. وفي نفس المطعم، يقول أسامة بومسعر، 19 سنة: ''لا أخفي عليكم، البوراك هو الذي يدفعني إلى دخول المطبخ في رمضان، وهو يعجب والدتي كثيرا''. أما بائع كتب الطبخ، محرز بريبر، فإنه لا يخرج من المطبخ دون وضع لمسته الأخيرة على الأطباق، مستعينا في ذلك بوصفات الكتب التي يبيعها. ويقول في هذا الصدد: ''أغلب الأطباق اقتصادية، وتناسب حر الصيف''. وخلافا لهؤلاء، يدخل عمار، إسكافي، المطبخ لمراقبة زوجته لا غير، متحوّلا إلى ناصح بعدم الإسراف في تحضير كثير من الأطباق، بحجة أن الميزانية لا تكفي. وعن رأي الجنس اللطيف حول الظاهرة، رحبت السيدة لطيفة عامر بمشاركة الرجال في أعمال الطبخ ومد يد العون ''شريطة ألا يقلبوا المطبخ رأسا على عقب''.