واصل عمال مركب الونشريس لصناعة وتحويل الورق بالشعيبة في تيبازة أمس، إضرابهم عن العمل، وشل الإنتاج بجميع الوحدات، كما فرضوا على الإدارة أيام حداد ستستمر إلى غاية الأحد المقبل، حزنا على العامل الذي توفي أول أمس في حادث عمل مؤلم داخل المصنع. وقد تجمع عمال وحدات ''لاينر'' و''ميتسو'' و''كوفارتير'' والوحدة رقم ''40 وجميع السائقين والتقنيين، داخل مقر مركب الونشريس لتحويل الورق أمس، أين انتظروا وصول جثمان زميلهم '' ق.حسين'' بعد خضوع جثته للطب الشرعي وإلقاء النظرة الأخيرة عليه من طرف عائلته التي تقطن بحي قصديري في حي حوش الصابون، وأصروا على التنقل مع جثمانه إلى مسقط رأسه بوادي الفضة في ولاية الشلف أين سيتم دفنه، وقال بعض العمال ل''الخبر'' إنهم خفضوا حدة الاحتجاجات أمس لانشغالهم بدفن زميلهم، غير أنهم أصروا على تصعيد الاحتجاج السلمي بعد العودة من الدفن، وهددوا بشل المجمع لأيام متتالية إذا لم تستجب الإدارة الجديدة لمطالبهم المهنية والاجتماعية الاستعجالية. وطرح ممثلو العمال خاصة القدماء منهم ل''الخبر'' جملة من المشاكل التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة وهي الفترة التي شهدت تقلبات عديدة أثرت على الاستقرار الذي كان يشهده المجمع، حيث أشاروا إلى اهتراء الكثير من الماكنات التي تم اقتناؤها من أرقى المصانع الألمانية، بسبب ضعف الصيانة وهروب الكثير من التقنيين الأوائل. ووصلت حدة التراجع إلى عجز الإدارة عن توفير أدنى وسائل الأمان والسلامة، مما يهدد صحة وحياة العمال، فمركب ''لاينر'' لصناعة الورق المقوى، وهو الوحيد في الجزائر، يعاني من إهمال كبير، حيث إنه يشتغل بأدنى مستوياته، كما لم يخضع لعملية صيانة وتركيب أجزاء السلامة التي فرضتها الشركة الألمانية التي صنعته بتقنيات تكنولوجية عالية جدا، كما يخلو من وسائل الاتصال عن بعد، وهي ضرورية جدا لمراقبة عمل الماكنة وحماية أرواح العمال والتقنيين. واشتكى العمال من انعدام الألبسة الواقية والقفازات والواقيات السمعية من الضجيج، إضافة إلى افتقار الوحدات لمقاييس السلامة التي كانت مطبقة في وقت سابق، كما اشتكوا من عدم استفادتهم من منح الخطر والضجيج والوسخ والمواد الكيميائية ومنح أخرى، ناهيك عن تدني الرواتب، حيث مازالت نسبة كبيرة من العمال تتقاضى أجورا أقل من 20 ألف دينار.
