عادت المناضلة آني ستينر، أمس، بذاكرتها إلى تاريخ 8 مارس 1965، حين التقت يومها النسوة الجزائريات بعد ثلاث سنوات فقط من الاستقلال، في مسيرة من ساحة أول ماي إلى سينما باب الوادي، بالجزائر العاصمة، ورفعن شعار المساواة والحرية واحترام حقوق المرأة. وقالت المناضلة، أول أمس، في ندوة بالإذاعة الوطنية، من تنظيم القناة الثالثة، تزامنا والاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، إن المسيرة جمعت الآلاف من النساء، تتقدمهن المجاهدات، في موجة كبيرة بيضاء للبسهن ''الحايك ولعجار''، وأن الرئيس بن بلة ''تنقل إلى هناك شخصيا، أين ألقى كلمة أمامهن''، وخاطبهن بقوله ''عندكن حقوق خذوها''، ليستقبل بعدها بعض المناضلات مؤكدا: ''أعطيكن كل الإمكانيات قوموا بما أردتن''، لكنها علقت على ما حدث بعدها متأسفة: ''جاء انقلاب بومدين في جوان 1956، عصف بكل شيء''. واستعرضت آني ستينر، وهي ابنة معمّر من الأقدام السوداء، مسارها النضالي، وأوضحت أن التزامها بقضية الجزائر كان عن قناعة، بعد أن وقفت على هول الظلم الذي يعيشه الشعب الجزائري، قائلة إن الاستعمار الفرنسي هو ''استيطان حقيقي لم يعرفه العالم وإفريقيا إلا في الجزائر، وجنوب إفريقيا، وأمريكا''. وتناول اللقاء موضوع ''الكتابة حول المرأة المجاهدة أو المناضلة''، ونشطه كل من الصحفية حفيظة عمير صاحبة كتاب حول حياة آني ستينر، والكاتب والناقد يوسف سايح، الذي استنكر تهميش المرأة من الرواية التاريخية، التي استحوذ عليها الرجل، حسبه، واختزل دورهن في العجين أو الخياطة والتمريض، رغم أن دورهن كان أكبر بكثير، داعيا المؤرخين والسينمائيين إلى كشف هذا الجانب الخفي والمهمش من التاريخ الثوري الحافل.
