أعطى المخرج وكاتب السيناريو، كمال يعيش، منذ أيام، إشارة انطلاق تصوير فيلمه السينمائي الطويل ''ميستة''، بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، ببرج الكيفان في الجزائر العاصمة، بعد أن كان مقررا تجسيده سنة .2009 وتنقل كاميرا يعيش، في ظرف 90 أو 120 دقيقة، يوميات مواطن بسيط يدعى ''مراد''، يقوده حلمه الأكبر، والمتمثل في تحوّله إلى ممثل مسرحي، لمغادرة أرض الوطن والالتحاق بالضفة الأخرى، علّه يجد فضاء يحتضن موهبته ويصقل الدروس التي تلقاها بمعهد برج الكيفان، غير أنه سرعان ما يعود أدراجه، بسبب وفاة والده ومرض والدته، الأمر الذي يدخله في دوامة من الاضطرابات النفسية والصراعات الوجودية. ومع تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم المشاكل العائلية، يقول كمال يعيش، في لقاء مع ''الخبر''، تتعقد الأمور وتزداد حدة، خاصة في ظل اصطدام مراد بواقع العشرية السوداء، وما ترتب عن تلك الفترة من ثني لعزيمة المبدعين، وإجهاض لأحلامهم وأمانيهم، وبالتالي محاولة رصد الواقع المأساوي للفنان الجزائري في تسعينيات القرن الماضي. ويتقاسم بطولة ''ميستة''، إلى جانب الممثل الرئيس دحمان عيدروس الذي يتقمص شخصية ''مراد''، ثلاثة ممثلين محوريين، هم رانيا سيروتي في دور ''عبلة'' (زوجة مراد)، وكذا مراد أوجيت (سمير) وفوزي صايشي (نبيل) اللذان يؤديان دور صديقي ''مراد''، فضلا عن مشاركة عدة وجوه، منها الممثل إبراهيم شرقي في دور ''بابيون''. وتدور أحداث الفيلم الذي تنتجه شركة ''كويرات''، في الجزائر العاصمة، كما أنها تتوزع مناصفة ما بين المشاهد الداخلية والخارجية، مع التركيز على مشاهد الجلسات التي يلتقي خلالها ''مراد'' بأصدقائه على شاطئ البحر، للتسامر واحتساء الخمر. وعن الدلالة الرمزية لعنوان الفيلم، أوضح المخرج بأن مصطلح ''ميستة''، يعني تجمع عدة أشخاص في مكان معزول، يتم خلاله تعاطي الممنوعات، سواء أكانت كحولا أو مخدرات.