شدد المشاركون في مؤتمر المناظرة والخطابة، على ضرورة إصدار إعلان عام، يلزم حكومات الدول العربية على إقحام أسلوب الحوار في المناهج التربوية، باعتباره سلوك مدني يتجاوز المؤسسات والأفراد ووسيلة إقناع واتصال باتت ضرورية، من خلال تسطير برامج ومقررات تركّز على النقاش في المواد العلمية كالرياضيات والعلوم، بشكل يعتمد على المنطقية واختلاف الآراء داخل حجرات التدريس بعيدا عن التعليم القائم على التلقين. ربط الأكاديميون والباحثون المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع حول الخطابة والمناظرة والحوار، العنف الذي يشهده الوطن العربي، بضعف المقررات والمناهج المدرسية، التي لم تراعي إنتاج جيل من الطلاب يؤمن بالحوار والمجادلة وكذا الحق في الاختلاف، بدل التعصب وفرض الرأي الآخر. وطالبوا بإدماج المناظرة في المناهج التربوية، في إطار دورات حوارية متخصصة ومتجاوزة للطرح النظري. ويعتقد الدكتور عبد الجبار، أستاذ وأكاديمي باحث من المغرب، أن الإختلاف هو أصل الحوار، والتكامل والتشاور، لا يعنيان أبدا، حسبه، إلغاء الحوار. مستدلا في ذلك بحوار الله مع ابليس، مما جعله يؤكد بأن معظم المشاكل والأزمات التي يعيشها العالم، وخاصة الوطن العربي، سببها إقصاء رأي الآخر وعدم السماح له بإبداء رأيه في إطار مجادلة منطقية مبنية على الاستماع وحجة الإقناع. من جهتها، ترى الدكتورة قمر محمد ناجي، أستاذة بجامعة القران في السودان، بأن استراتيجية الحوار في الإسلام، مجسدة بشكل جلي وواضح في سورة ''المجادلة''، من خلال النقاش الذي دار بين زوجة تشتكي من زوجها والرسول، وهو دليل، حسبها، بأن القرآن الكريم هو دين محاججة يدعو إلى الاحتكام بالعقل ومحاورة جميع الأفراد، باستخدام وسائل تتمثل أساسا تقول في العلم بموضوع الحوار وتقديم الحجج والبراهين، مع توفّر الظروف الزمنية والمكانية للطرف الآخر.