"قرحة الساق".. داء جلدي لا يرحم

قد يستمر المرض في تطوره خلال سنوات عند البعض، وهذا ما يعرّض صاحبه إلى إصابة العظم الذي يصبح عرضة للالتهاب والتضخم، ثم إصابة المفصل التي تليها صعوبة كبيرة في الحركة.
يصاب الإنسان في كثير من الحالات، خاصة عند الطبقات المحرومة، بما يسمى ”قرحة الساق”، حيث يتعرض لمضاعفات غالبا ما تكون خطيرة، إضافة إلى العواقب التي تليها كفقدان كلي للطبقة الجلدية في المنطقة المصابة وصعوبة التئامها وامتداد مدة شفائها الذي يترك دائما أثارا للأبد.
يعود سبب ظهور قرحة الساق المتمثلة في فقدان الطبقة الخارجية للبشرة، الذي يتبع بتضرر مختلف طبقات الجلد في العمق في أغلب الحالات إلى الدوالي أو إلى تصلب الشرايين، أو أيضا إلى ارتفاع الضغط الشرياني أو ارتفاع عدد الكريات الحمراء في الدم.. الخ. ويبدأ على شكل جرح صغير، الذي يتطور ببطء إلى القرحة، سواء في أسفل الساق بجوار الكعب أو في الثلث السفلي للساق، نتيجة حادث ما أو نتيجة انسداد الأوعية الصغيرة. إن قرحة الساق مرض خطير يحتاج إلى متابعة طبية عن قرب، والتداوي المستمر في مصلحة طبية مختصة يمكن أن تظهر أضرار إضافية بالقرب من القرحة أثناء تطورها في غياب التكفل الجيد والمعالجة المتواصلة، كالتعفن أو الإدماء أو الإكزيما، إضافة إلى الأوجاع المتزايدة، وخاصة في حالة التداوي العشوائي دون مراقبة طبية. كما يمكن أن تصاب الأوعية الصغيرة المجاورة للقرحة بالتهاب أو الانسداد الذي يعقّد الأمر ويتسبب في تفاقم القرحة، يميل هذا المرض الجلدي الخطير إلى الدوام وتطوره إلى حالة مزمنة دون أي علامة تنبئ بالشفاء القريب. قد يستمر المرض في تطوره خلال سنوات عند البعض، وهذا ما يعرّض صاحبه إلى إصابة العظم الذي يصبح عرضة للالتهاب والتضخم، ثم إصابة المفاصل التي تليها صعوبة كبيرة في الحركة ثم ضمور العضلات وإصابة القدم بالشلل. إن قرحة الساق بحاجة إلى معالجة كثيفة ومستمرة من قِبل طبيب كفء، حتى لا يتعرض صاحبها للمضاعفات.
وهذا المرض قد يصيب الإنسان وهو في صحة جيدة، كما يصيب الإنسان الحامل للأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الشرياني أو تضرر الأوعية الدموية أو إتلاف الدورة الدموية..الخ. لذا لا تهمل أي جرح مهما كان صغيرا وفي أي منطقة من الجسم، لأن هذا الأخير قد يكون قرحة في بدايتها، والتي كلما كانت معالجتها سريعة وباكرة كلما كان احتمال الشفاء أكبر وأوفر.