الكبد عضو حيوي عبارة عن عدة أعضاء في عضو واحد، بإمكانه مقاومة الأمراض العديدة والمختلفة التي يتعرض لها، لكنه يبقى عرضة لأمراض قد تهلكه كالسرطان وغيره. يُصاب الكبد بأمراض عديدة، بعضها في منتهى الخطورة وصعبة الشفاء، وكثيرا ما تؤدي إلى الموت وقد يكون البعض الآخر حليما وغالبا ما يشفى بسهولة. إن المرض الذي يصاب به الكبد، في عدد من الحالات، هو التشمع الكبدي، الذي يؤدي إلى تحول الكبد إلى كتلة نسيجية بلا حياة (أي نسيج مكون من خلايا ميتة)، حيث يفقد نسبة كبيرة منها، ما يؤثره على وظائفه بشكل كبير. وسبب هذا المرض المزمن مرتبط بعدد كبير من الأمراض التي تصيب الكبد، كحصاة المرارة، الأمراض العدوية، التسمم، التهاب الكبد، واستهلاك الكحول.. الخ، والتي تتطور إلى التشمع، حيث تظهر على المريض مجموعة من الأعراض، كالغثيان والتقيؤ ونقص الشهية وتراجع الوزن والعياء والفشل، مع أوجاع الأطراف وباقي مناطق الجسد، كالعضلات، العظام، الأمعاء..الخ، يتبعها تجمع الماء في جدار البطن (الصفاق)، وفي الأطراف السفلى التي تصبح منتفخة، ثم يظهر اليرقان، أي (اصفرار البشرة) والمخاطي (بوصفاير) تتطور هذه الأعراض تدريجيا في غياب العلاج والمتابعة الطبية إلى فقدان الوعي، ودخول المريض في غيبوبة، ثم يلي هذه المرحلة النهائية للمرض الإدماء الداخلي، نتيجة تجمع الدم في الأوعية التي تتوسع، مسببة الدوالي داخليا على مستوى المريء، المعدة.. ما يعجّل بالوفاة دون إطالة، حيث يتراجع حجم الكبد بكثير. في بدايته يكون مرض التشمع الكبدي هادئا وغير معيق، يتحمله صاحبه دون معاناة كبيرة، لكنه سرعان ما يؤدي إلى تحولات عديدة ومتنوعة وخطيرة على مختلف الأصعدة، حيث تصبح مناطق عدة من الجسم غير قادرة على الاستجابة لوظائفها ونشاطاتها، وهذا ما يفسر مدى أهمية الكبد في حياة الإنسان، وقدرة هذا الأخيرة على أداء وظائفه والاستمرار في الحياة.