تتربع 6 روايات على عرش الدخول الأدبي في فرنسا من جملة 607 رواية، لأهم دور النشر الفرنسية التي تعول على هذا التقليد الأدبي للترويج لأعمالها، حيث يتكفل المكلفون بالإعلام على مستوى دور النشر بإيصال الروايات للصحفيين الأدبيين لقراءتها والكتابة عنها، 3 أشهر قبل شهر سبتمبر. وبالنظر إلى الوضعية الجزائرية، فإن ظاهرة الدخول الأدبي تبقى غير قابلة للتجسيد بسبب عدم احترافية غالبية الناشرين الجزائريين، ورفضهم التواصل مع وسائل الإعلام، وعدم إرسال أعمالهم للصحف. ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن الروايات الفرنسية المعول عليها لاحتلال صدارة المبيعات،والتنافس على الجوائز الأدبية لسنة 2014 بلغ 6 روايات، ويتعلق الأمر بأعمال كل من إيريك رينهاردت، أميلي نوتومب، فريديريك بايجبيدر، دافيد فوينكينوس، كاترين كوسي، وصوفي ديفري. والملاحظ أن النقاد الفرنسيين كثيرا ما يعطون الفرصة للأدباء الجدد ولا يتوقفون عند الأسماء الأدبية المكرسة، الأمر الذي مكن روائيا مثل دافيد فوينيكوس من البروز أدبيا رغم حداثة سنه. واشتهر فوينيكوس برواية “ناتالي والبحث عن الرقة” التي تناولت موضوع دور المصادفة في حياة الإنسان، وكيف تقوده إلى اتجاهات غير متوقعة. ويعود فوينيكوس هذا العام برواية جديدة بعنوان “شارلوت” التي تروي أطوارا من حياة شارلوت سالمون، وهي فنانة تشكيلية نقلها النازيون إلى معتقل “أوشفيتز” خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد معاناة طويلة بسبب ظروف الاعتقال القاسية، قضت نحبها وهي في سن السادسة والعشرين. وتلعب الرواية على وتر معاناة اليهود ومعتقل” أوشفيتز” الرهيب، وهي من بين المواضيع الأكثر جلبا للقراء في فرنسا، بالأخص بعد أن صنعت مجد عدد من الروائيين الأوربيين الفائزين بجائزة نوبل للآداب، على غرار المجري ايمري كيرتيش والرومانية هيرتا مولر اللذين نقلا ذاكرة الخوف من النازية إلى الفضاء الروائي. ومن جهته يعود الروائي ايريك هاينهاردت برواية جديدة عنوانها “الحب والغابات” التي تروي تفاصيل لقاء كاتب يدعى “ايريك فاينهاردت” بإحدى قارئاته وتسمى “بينيدكت أومبريدان” التي تسرد على مسامعه تفاصيل عن حياتها السابقة مع زوج عنيف. وكتبت أسبوعية “لوبوان” أن رواية “الحب والغابات” عبارة عن “بورتريه للسيدة بوفاري المعاصرة”، في إشارة إلى رواية غوستاف فلوبير “السيدة بوفاري” التي ألهمت الروائية صوفي ديفري صاحبة رواية “الوضعية الرواقية”. ومن جهة أخرى، يستقبل القراء رواية جديدة للكاتبة الظاهرة ايميلي نوتومب التي تعود كل سنة برواية جديدة. عنوان رواية نوتومب لهذا العام هو “بيترونيل” التي تتحدث عن الخمر ومباهج الحياة اليومية. أما فريديريك بايجبيدر فيعود هذا العام برواية “أونا وسالينجر” التي تندرج ضمن السيرة الروائية، والتي تتناول حياة أونا أونيل ابنة الكاتب المسرحي أوجين أونيل التي أصبحت لاحقا إحدى زوجات الممثل الشهير شارلي شابلين، وعلاقتها بالروائي الأمريكي ج د سالينجر صاحب رواية “الحارس في حقل الشوفان”، وفق الترجمة العربية التي أنجزها الروائي الراحل غالب هلسا. ومن المنتظر حسب كثير من النقاد الصحفيين الفرنسيين أن تحتل رواية “كاترين كوسي” الصادرة بعنوان “تربية كاثوليكية”، صدارة المبيعات وتنتزع إحدى الجوائز الأدبية، نظرا لتطرقها لموضوع تأثير الدين على الفرد، والعلاقة بين الكاثوليكية واليهودية. يذكر أن رواية الكاتب الجزائري كمال داود “ميرسو.. تحقيق مضاد” الصادرة عن منشورات أكت سود، ما تزال تلقى رواجا أدبيا وتحظى باهتمام النقاد الصحفيين، نظرا لتناولها لأجواء رواية ألبير كامي “الغريب”، من زاوية رسم ملامح شخصية الإنسان العربي الذي تنكر له كامي في روايته. كما تستقبل المكتبات الفرنسية رواية “عديم اللون تسوكورو تازاكي وسنوات حجه” للكاتب الياباني هاروكي موراكامي، إضافة إلى رواية الكاتب الأيرلندي الشهير سيبستيان باري الصادرة بعنوان “الرجل المؤقت”.