طالب المدير العام لصندوق "كازنوص" السلطات بوقف بث عشرات الفضائيات الجزائرية، تروّج لتخفيضات في أسعار الرقية الشرعية "وتقوم بدعاية كاذبة لمكمّلات غذائية على أنها أدوية تعالج الأمراض المستعصية"، وأعلن، من جهة أخرى، عن قرار إلغاء عقوبات المنتسبين الذين تأخروا في دفع اشتراكاتهم كإجراء استثنائي للحالات "القاهرة"، علما أن الهيئة ذاتها حققت مداخيل ب24 مليار دينار منذ بداية العام فقط، على أن تصل 91 مليار دينار نهاية 2017. أعلن المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، الدكتور عاشق يوسف شوقي، عن قفزة "نوعية" في مداخيل هيئته، خلال شهري جانفي وفيفري من العام الجاري فقط، مقارنة بنفس الفترة من 2016، بلغت 24 مليار دينار، أي بزيادة تقدر ب32 بالمائة، فيما تم تسجيل ارتفاع في عدد المشتركين بنسبة 40 بالمائة، علما أن تدابير قانون المالية التكميلي 2015، التي انتهت آجال تطبيقها في 31 ديسمبر 2016، سمحت لخزينة الصندوق بتحصيل أداءات بزيادة 96 بالمائة مقارنة بالسنوات الفارطة. وأعلن عاشق، على هامش لقاء وطني تقييمي لفائدة المساعدات الاجتماعيات بمقر المدرسة العليا للضمان الاجتماعي في العاصمة، أن المداخيل التي حققت في شهرين فقط منذ بداية العام دليل على الإقبال الكبير للمنتسبين على مختلف الوكالات عبر الوطن، لتسوية وضعيتهم القانونية رغم انقضاء التسهيلات التي أقرها قانون الملية التكميلي 2015. وهو ما يفسر قرار "كازنوص"، يضيف مديره العام، تمديد العمل بهذه الإجراءات، من خلال منح المخالفين الذين تقدموا للصندوق بعد انقضاء الآجال لتسوية وضعيتهم تسهيلات تمكنهم من إيداع طعون على مستوى لجنة الطعن التابعة للقطاع، يتم على أساسها إعادة جدولة ديونهم شرط دفع اشتراكات السنة الجارية، إضافة إلى إلغاء 50 بالمائة من عقوبات تأخرهم في الدفع، فيما يستفيد أصحاب الحالات "القاهرة" من إلغاء 100 من هذه العقوبات، على غرار التجار الذين اضطروا لتوقيف نشاطهم بسبب أشغال الميترو أو الترامواي مثلا. وأكد عاشق أن 2017 ستكون سنة مراقبة تحصيل الاشتراكات والخدمات، وأيضا وقف التحايل الكبير في استغلال بطاقة الشفاء بتواطؤ مع بعض الأطباء والصيادلة، وهي المهمة التي سيتولاها مراقبو "كازنوص" بالتنسيق مع المساعدات الاجتماعيات اللواتي تم تزويدهن أمس بلوحات إلكترونية تتضمن جميع المعلومات المتعلقة بالمؤمن لهم، حيث ستتنقلن إلى البيوت لتحسيس هؤلاء بضرورة الالتحاق بتدابير الصندوق للاستفادة من تغطية اجتماعية لهم ولذوي الحقوق مدى الحياة، إضافة إلى مساعدة المشتركين أو ذوي حقوقهم الموجودين في وضعيات صعبة، تتطلب التدخل لدى مصالح الحماية الاجتماعية لإعادة إدماجهم، وهي من بين المهام الإنسانية التي يقدمها "كازنوص". وفي هذا الإطار بالذات، حرص عاشق على تقديم تطمينات لمنتسبي الصندوق، أكد من خلالها أن صندوق التقاعد التابع لهذه الهيئة في راحة مالية، ما جعله يطالب بضرورة تعزيز هذه الوضعية، من خلال رفع سقف الاشتراكات بالنسبة لأصحاب الدخل الكبير على غرار الأطباء والمحامين، للاستفادة من تقاعد يعادل 20 مليون سنتيم. من جهة أخرى، استغرب المدير العام لصندوق التأمينات الاجتماعية للعمال غير الأجراء، من منصبه كطبيب، الدعاية "الكاذبة" التي تقوم بها عشرات القنوات التلفزيونية لمكملات غذائية على أنها أدوية تعالج أمراضا مستعصية وخطيرة. والأغرب، يضيف، أن هذه القنوات التي تستغل اسم "دزاير" "تبيع" الرقية الشرعية للمرضى بالتخفيض، ما جعله يشدد على ضرورة تدخل السلطات المعنية لوضع حد لنشاط هذه القنوات، كونها تبيع "الوهم" للمرضى وتشوه سمعة الجزائر باعتبارها فضائية.