الصحراويون يعلقون آمالا على ما سيقرره مجلس الأمن شهر أفريل

بعد تصريحات بان كي مون وروس بأن تسوية القضية هذا العام

دعت اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي أمس الأمم المتحدة إلى الالتزام بوعودها لتسوية النزاع في الصحراء الغربية خلال هذا العام، بناء على تصريحات الأمين العام الأممي، بان كي مون ومبعوثه الشخصي بأن سنة 2015 ستكون سنة تسوية القضية. وعبرت اللجنة عن أملها في أن يتمكن كريستوفر روس، المبعوث الأممي الى المنطقة خلال زيارته الحالية من إقناع طرفي النزاع بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى تفاهمات تسمح بتنظيم استفتاء تقرير المصير.
وأكد سعيد العياشي، رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي بأن هذا الشعب ينتظر من الأمم المتحدة تجسيد وعودها والالتزام بحل ملف الصحراء الغربية في أقرب الآجال لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عن طريق استفتاء حر ونزيه، كما نصت عليه اللوائح الأممية والشرعية الدولية قبل نهاية السنة الجارية.
وقال إن الأمر أصبح ملحا خاصة وأن قيادة جبهة البوليزاريو تواجه ضغوطا متزايدة من الشباب الصحراوي الذي فقد الأمل في الحلول السلمية و"يعيب على قيادته ثقتها العمياء في منظمة الأمم المتحدة التي لم تتمكن من تجسيد لوائحها لإنهاء هذا النزاع".
وأضاف أن الشباب الصحراوي في مخيمات اللجوء ما انفك يهدد بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وحمل السلاح مرة ثانية لتحرير بلده.
وقال العياشي خلال الندوة التي نظمتها جريدة "ديكا نيوز" بالجزائر العاصمة أمس تحت عنوان "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره" إن كريستوفر روس يقوم بجولته الحالية بعد قرابة عام من الغياب بعد أن تعمدت السلطات المغربية افتعال العراقيل لمنع مجيئه إلى المنطقة لاستكمال مهمته.
ورحب المتحدث بمبادرة المبعوث الشخصي الذي يحظى بثقة الشعب الصحراوي كونه دبلوماسي "محنك" قادر على إيجاد حلول جدية ورسمية للقضية الصحراوية التي تبقى قضية تصفية استعمار، معبرا عن أمله في أن تنتهي هذه الجولة باتخاذ قرارات إيجابية تجمع طرفي النزاع من جبهة البوليزاريو والنظام المغربي على طاولة المفاوضات لتطبيق استفتاء تقرير المصير وترك الحرية للشعب الصحراوي في اختيار مصيره.
وأشار العياشي إلى أن جبهة البوليزاريو تأمل في أن يخرج اجتماع مجلس الأمن الدولي نهاية شهر أفريل القادم بقرارات إيجابية تدفع بملف النزاع الصحراوي في الاتجاه الصحيح، بالإضافة إلى توسيع مهمة وصلاحيات بعثة "مينورسو" لحماية حقوق الإنسان التي تعرف انتهاكات بالأراضي المحتلة.
كما استغل المتحدث باسم اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي المناسبة لمطالبة المغرب باحترام الشرعية الدولية وتطبيق اللوائح الأممية التي نصت على تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، والذي لا يزال المغرب يرفضه، موضحا بأن الجزائر لا ترى في المغرب "عدوا لها" بل هو بلد جار وشقيق غير أنها تدعوه لتطبيق القوانين كونه مخطئ ولا يحق له احتلال بلد ليس بلده.
وفي رده عن سؤال صحفي تعلق بموقف لجنته من اختيار المغرب لمدينة الداخلة بالصحراء الغربية لتنظيم منتدى كرانس مونتانا، قال العياشي إن هذا المنتدى "لا حدث" لأنه مجرد من المصداقية والشرعية كونه ينظم ببلد محتل، كما أنه "مهزلة" كون المغرب لا يملك الوصايا على الصحراء الغربية ولا توجد أي دولة في العالم تعترف بشرعية أو سيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وفي هذا السياق، حيا العياشي موقف الاتحاد الإفريقي الذي رفض المشاركة في هذا المنتدى، بعد أن دعت الجزائر إلى مقاطعته كونه يعد خرقا للقوانين الدولية واللوائح التي اعترفت بعدم شرعية التواجد المغربي في الصحراء الغربية.
وصرح المتحدث بأن المغرب يحاول من خلال دعوة رئيس منتدى "كرانس مونتانا" لتنظيم هذه التظاهرة بالداخلة "مقابل إغراءات مالية أن يظهر للرأي العام العالمي بأن الصحراء الغربية أرضا مغربية وأنه قادر حتى على تنظيم ملتقيات دولية فيها.
من جهته، دعا الدكتور أحمد ميزاب، خبير العلاقات الدولية الأمم المتحدة والدول الكبرى للضغط على المغرب حتى يحترم القوانين الدولية ويطبق الشرعية الدولية لأنه حان الوقت لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وتسوية هذا الملف نهائيا كون منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل حاليا تعيش توترات ولم تعد تتحمل أكثر مما هي عليه، وبالتالي فهي مطالبة بتسوية القضية الصحراوية في أقرب الآجال من خلال تحديد تاريخ تنظيم استفتاء تقرير المصير ليقول فيه الشعب الصحراوي كلمته.