لم يعد رمضان في الصحراء الغربية يحظى بنفس طقوس الاستقبال، حيث أن ظروف الاحتلال غيرت كثيرا من نكهته، وتركت تأثيراتها على محتوى مائدة الإفطار، رمضانيات الصحراء الغربية كانت محور لقاء جمعنا مع احدى ممثلات الوفد الصحراوي الذي زار الجزائر مؤخرا، في إطار اتفاقية التوأمة المبرمة بين بلدية الجزائر الوسطى ومدينة العيون. يعد شهر رمضان في الصحراء الغربية، حسب السيدة دويدة بلة امبارك، فرصة للإكثار من الأعمال الخيرية والعبادات، وفي هذا الشهر بالتحديد تمتد جسور التضامن من طرف بعض المنظمات التي تتولى تزويد أهل الصحراء الغربية باللحوم والخضر. وفيما تتولى النسوة إعداد مائدة الإفطار، يشارك بعض الرجال في حملات نظافة جماعية، تنظم غالبا مرتين في الأسبوع. عندما يتم الإشعار بموعد الإفطار، يفطر الصائمون في الصحراء الغربية على حبات التمر واللبن، وبعد أداء صلاة المغرب يتناول أفراد الأسرة طبق الحريرة، وهو حساء يحضر ب"الزرع" (الشعير) والزيت، إضافة الى بعض قطع اللحم إن وجدت.. أما وجبة السحور، فتتمثل في الخبز والكسكسي. سهرات رمضان في الصحراء الغربية تعرف جلسات خاصة تحت الخيمة، لا تفارقها أباريق الشاي الذي يتم تحضيره على نار الجمر التي تمنحه مذاقا خاصا تكمله اوراق النعناع، وتقتضي العادات في الصحراء الغربية أن يشرب الضيف ثلاثة أكواب من الشاي، يتميز الكوب الاول منها بقلة كمية السكر الموضوعة فيه. كما يحلو للنسوة في هذا الشهر أداء صلاة التراويح في المساجد والاستفادة من الدروس التي يتم بموجبها شرح الأحاديث النبوية. وتستمر الأجواء الرمضانية في الصحراء الغربية على هذه الحال الى حين ان يطل هلال عيد الفطر، الذي يستقبله بعض المقتدرين ماليا بالذبائح أو بشراء اللحم، أما شراء ملابس العيد للأطفال، فهو أمر تقرره القدرة الشرائية للعائلات، التي باتت للأسف تحرم العديد من الصغار من كسوة العيد.