تعاني شريحة من الأطفال ضحايا الحروق بالعيادة المتخصصة للمحروقين في «باستور» بالعاصمة، من غلاء ثمن اللباس الخاص بالمحروقين وكذا بعض أنواع المراهم الخاصة، وعليه ترفع مجموعة خيرية جعلت نفسها في خدمة هؤلاء المرضى، طلبا للمحسنين لدعم مساعيها في إعانة هؤلاء الضحايا وغيرهم من المرضى... تتحدث ممثلة عن المجموعة الخيرية بعيادة المحروقين ل«المساء»، عن مساعيها الرامية إلى التخفيف من شدة الإصابات عن الأطفال ضحايا الحروق من جهة، ومن وطأة الاستشفاء الذي قد تطول مدته. وتشير السيدة (ه.ح) رئيسة المجموعة، إلى وجود لباس خاص بالأطفال المحروقين ممن خضعوا لعملية جراحية مصنوع خصيصا للارتداء بعد العملية، حتى يعيد الجلد بناء نفسه، وهو متوفر، لكن بثمن باهظ قد لا تتمكن الأسر من توفيره لطفلها المريض. وأوضحت أن قطعة صغيرة منه قد يصل سعرها إلى 30 ألف دينار، وبالنظر إلى أن أغلب الضحايا من أسر محدودة الدخل، فإن توفيره يبقى مرهون بتحسّن وضعية الأسر، «لذلك فإن المجموعة ترفع نداءها للمحسنين بهدف التقدم إلى العيادة والوقوف على حالات الأطفال المحتاجين للدعم ويقدموا تبرعاتهم لهم»، تقول المتحدثة. المجموعة الخيرية هي في الحقيقة عبارة عن تجمع لبعض عاملات وعمال العيادة ممن أخذوا مبادرات شخصية لتقديم الإعانة للأطفال ضحايا الحروق، خاصة ممن يخضعون للاستشفاء في محاولة منهم لإضفاء جو عائلي بالمصالح، وقالت محدثتنا بأن التفكير في مثل هذه الالتفاتة يعود إلى سنة 2010، إثر التحاقها بالعيادة ووقفوها على حالات أطفال يمكثون طويلا في الاستشفاء مع زيارات أسرية لهم في أيام محدودة جدا، وهو ما جعلها تقرر رفقة زملائها وزميلاتها التبرع بمبالغ مالية لاقتناء الحلويات والهدايا للأطفال، إلى جانب إحياء بعض المناسبات الدينية معهم، على غرار العيدين ومناسبات محرم والمولد النبوي، دون نسيان رمضان وخصوصية سهراته. كما تشير المتحدثة إلى أن حملات التطوع هذه لا تقتصر على المناسبات فقط، بل تمتد على مدار السنة، بمحاولة توفير بعض احتياجات الأطفال في العيادة وشراء بعض احتياجات الأطفال كتوفير الحفاظات، إذ هناك أطفال مرضى من كل ولايات الوطن، بمن فيهم أطفال البدو الرحل ممن يتعذر عليهم قصد العاصمة لزيارة أطفالهم، هؤلاء تتكفل المجموعة بتوفير احتياجاتهم بفضل التكافل بين أعضائها. ولأن العمل الخيري لا يخص مناسبة دون أخرى، ويتطلب في المقابل مدخولا ماديا، فإن المجموعة الخيرية لعيادة المحروقين ترفع نداءها لذوي القلوب الرحيمة والمحسنين من أجل دعم مساعيها، وتوضح أن الأبواب مفتوحة على مستوى مقرها بالعيادة ليتفضل أي أحد بالوقوف على الأوضاع والاحتياجات ويدرك أين تذهب أمواله المتبرع بها.