أقدم ظهيرة الجمعة، عدد من سكان حي كوشة الجير بالخروج للشارع وقطع الطريق للمطالبة بترحيلهم لسكنات جديدة خاصة بعد الانهيار الصخري الذي وقع يوم الخميس، والذي أدى إلى وفاة فتاة وجرح والديها في وقت تحولت فيه منطقة كوشة الجير لأكبر التجمعات الفوضوية بالمدينة بعد حي البلانتير. لا يزال الانهيار الصخري الذي وقع بحي كوشة الجير بمندوبية البدر ببلدية وهران، يصنع الحدث بالمدينة وذلك بخروج عدد كبير من سكان الحي إلى الشارع للمطالبة بترحيلهم لسكنات جديدة تتوفر على شروط الحياة الكريمة، حسب المحتجين الذين رفعوا رسالة استغاثة للوالي لإنقاذهم وتجنيبهم وأطفالهم مصير عائلة بن عبد الله التي فقدت ابنتها تحت الأنقاض، وقد أكد بعض السكان بأن مصالح الولاية ورغم حملات الترحيل التي انطلقت منذ سنوات لم تقم بإدراجهم في أية عملية ترحيل رغم الخطورة التي تشكلها مواقع سكناتهم القديمة الواقعة أسفل سفح جبلي سينهار في أية لحظة. وقد تدخلت مصالح الشرطة رفقة ممثلي البلدية والتي التقت بممثلي السكان، وأكد مصدر من البلدية، بأنه سيتم رفع انشغالاتهم لوالي وهران السيد عبد الغاني زعلان، للنّظر فيها. وأكدت المصادر بأن العائلات المستفيدة من الترحيل بعد حادث الانهيار قد ارتفع عددها إلى 5 عائلات، حيث تم ترحيل عائلتين أول أمس الجمعة، إلى جانب العائلات الثلاث التي تم ترحيلها يوم الخميس، لسكنات جديدة رفقة عائلة الضحية التي توفيت تحت الأنقاض. ويعد حي كوشة الجير الذي يتوسط حي رأس العين وحي الطور ببلدية وهران أحد أكبر الأحياء السكنية بمدينة وهران، والذي عرف توسعا كبيرا وغير مسبوق من حيث السكنات الفوضوية، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود حوالي 60 ألف عائلة مقيمة بداخل الحي الشعبي الكبير والذي يضم كذلك حي أرض غزال والذي يعد أقدم الأحياء بالمنطقة في وقت تفتقد فيه جل الشوارع إلى ضروريات الحياة، حيث تقع نصف المباني أسفل سفوح الجبال وداخل الوديان المتشعبة ما يجعل الوصول إليها أمرا صعبا في وقت تتواصل فيه البنايات الفوضوية في الانتشار كالفطريات. وقد قامت جريدة «المساء» بزيارة المنطقة والتغلغل وسط الحي الكبير الذي يضم مدخلا واحدا عبارة عن طريق ضيق لا يتعدى عرضه 4 أمتار والذي يصل باقي الشوارع والأزقة يبعضها فيما تتفرع من الطريق عدة مسالك عبارة عن منحدرات تأخذك لأسفل الوديان التي انتشرت بها المباني الفوضوية، فيما تأخذك المسالك الأخرى نحو المرتفعات التي فضّل العديد من المواطنين البناء فوقها بشكل فوضوي وذلك رغم خطر انهيارات الجبال والصخور فوق المباني. وقد أكد بعض السكان بأن ظاهرة الانهيارات تبقى شبه يومية، حيث لا يمر يوم دون تسجيل انهيارات جزئية للصخور التي تتساقط فوق المنازل، وهو ما رأيناه فوق أحد المباني الفوضوية والذي كانت تنتشر فوقه الصخور والأتربة. كما تعرف المنطقة الغابية المجاورة للحي انتشارا كبيرا للبنايات الفوضوية التي تبنى في وضح النهار في غياب تام لمصالح البلدية آو المصالح المختصة، حيث تم خلال الأسابيع الماضية فقط تشييد عشرات المباني، وفق ما كشف عنه سكان الحي وذلك بوجود أشخاص من الحي يتاجرون في بيع قطع الأراضي بطريقة غير شرعية والذين يستغلون موقع المنطقة لفرض سلطتهم والتصرف في أملاك الدولة، حسب قول أحدهم وذلك في ظل انعدام مسالك نحو هذه المناطق الوعرة في غياب الربط بشبكات الماء والصرف الصحي، فيما تسرق الكهرباء من أعمدة الإنارة العمومية بالمنطقة.