دعا رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أعضاء الهيئة إلى لعب دورهم الكامل من أجل إنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة وتوظيف وزنهم ومكانتهم في أوساط الشعب للتحسيس بصعوبة الظروف الاقتصادية والأوضاع الدولية الضاغطة، متعهدا بإنصاف جميع الأطياف السياسية المشكلة لتركيبة المجلس، تقديرا منه أن المعارضة والرأي المخالف ظاهرة صحية، "شريطة ألاّ تخرج المساهمات والاقتراحات عن مبدأ إعلاء مصلحة المواطن والوطن قبل كل اعتبار آخر والتحلي بالمسؤولية واحترام قوانين المؤسسة". وثمن بن صالح، في بداية كلمته تجديد الثقة المزدوجة فيه، من قبل رئيس الجمهورية كعضو في الثلث الرئاسي، ومن قبل أعضاء مجلس الأمة، لتولي رئاسة العهدة البرلمانية الثامنة للمجلس للفترة الممتدة من 2019 إلى غاية 2021، حيث تعهد ببذل كل ما بوسعه، حتى يكون في مستوى هذه الثقة، مترجيا من أعضاء المجلس الدعم اللازم لتحقيق أهداف العهدة.. وأبرز رئيس مجلس الأمة الأثر الكبير الذي يمكن أن يحققه الأداء الجيد للأعضاء الجدد على الهيئة، منوها بجهود الأعضاء المنتهية عهدتهم "وإسهاماتهم التي تحقق بفضلها الصرح التشريعي للجزائر"، مؤكدا في سياق متصل، الدور الهام الذي ينتظر أن يلعبه مجلس الأمة مستقبلا، في ظل تزامن العهدة الجديدة وتحديات كبيرة، "تستلزم من أعضائه تأدية مهام عديدة من شأنها أن تقوي مسؤوليتهم الوطنية". وذكر المتحدث في هذا الصدد، بمواصلة بلورة النصوص القانونية المنبثقة عن الإصلاحات السياسية الهامة التي بادر بها رئيس الجمهورية، والتي ستبرمج في الدورات القادمة، داعيا أعضاء مجلس الأمة إلى التواصل مع المواطن وتحسس انشغالاته المشروعة والاجتهاد ضمن الهيئة للبحث عن صيغ للحلول المشتركة لقضايا المجتمع الأساسية، "من خلال إصدار قوانين ناجعة تعالج مشاكل المواطن وتراعي مصلحة الوطن في آن واحد". تجديد المجلس يعزز التوجه الداعم لبرنامج رئيس الجمهورية من جانب آخر، أشار السيد بن صالح إلى أن نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة عززت التوجه الداعم لبرنامج السيد رئيس الجمهورية، الأمر الذي سيساهم حسبه في تدعيم استقرار الهيئة ويساعد على تحقيق الأداء المنسجم لهياكلها وعلى توفير المناخ الذي من شأنه إثراء التجربة البرلمانية. وأضاف في سياق متصل أن تشكيلة الثلث الرئاسي المعين، جاءت هي الأخرى معززة لمكانة المؤسسة لتعطي الوزن والمكانة اللائق بها، وذلك تجلى حسبه من خلال تجديد الثقة في عدد هام ممن انتموا للهيئة. الرأي المخالف.. ظاهرة صحية وتعهد بن صالح ببذل قصارى جهوده والعمل بإخلاص لتأدية المهمة وفق ما هو مكرس في النصوص الناظمة لعمل مجلس الأمة، والارتقاء بها إلى مستوى الطموح التي يتقاسمها مع أغلبية أعضاء المجلس، مع تحقيق الإنصاف في التعامل بين كافة أعضاء المجلس، بكل أطيافه السياسية على حد سواء، واحترام كافة الآراء والتعاطي معها بكل موضوعية، مبديا استعداده لتوفير مناخ العمل المساعد الذي من شأنه أن يؤمن الأداء البرلماني بالشفافية المطلوبة والنجاعة المأمولة. في نفس السياق، عبر رئيس مجلس الأمة عن ارتياحه لتواجد المعارضة ضمن تركيبة المجلس، "حيث حافظت على مكانتها"، حيث اعتبر وجود الرأي المخالف داخل الهيئة، ظاهرة صحية في النظام البرلماني، معربا عن أمله في أن تساهم هذه المعارضة في إعطاء الإضافة النوعية المرجوة للممارسة الديمقراطية، وأن تقوم بإثراء الأداء البرلماني. و ذكر بن صالح، بتزامن العهدة الحالية للأعضاء مجلس الأمة الجدد، مع ظرف سياسي خاص ومرحلة اقتصادية صعبة تمر بها البلاد، الأمر الذي يجعل دورهم ضمن الهيئة حساسا وصعبا في نفس الوقت، ما يستدعي حسبه التحلي بروح المسؤولية وتفهم الوضعية، مشيرا إلى أن ذلك يتحقق بالمساهمة في اقتراح الحلول للمشاكل المطروحة. كما دعا بن صالح أعضاء مجلس الأمة للعب دورهم في الانتخابات الرئاسية القادمة، من خلال توظيف وزنهم ومكانتهم بين أفراد الشعب، والعمل على تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الموعد، مبرزا في الأخير دور مجلس الأمة الذي وصفه بالحصن المنيع لحماية نظام الجزائر الجمهوري والوحدة الوطنية.
