سلط الدكتور كمال بن عقيلة، أستاذ استشفائي جامعي، بمصلحة جراحة المسالك البولية في مستشفى "محمد لمين دباغين" ببولوغين، الضوء على سرطان المسالك البولية، الشائع باسم سرطان المثانة، مشيرا إلى أنه من السرطانات التي لا يتم الحديث عنها كثيرا، رغم انتشاره الكبير، باعتباره من السرطانات الخطيرة التي تودي بحياة الكثيرين، ولا يعرفه الكثيرون. ذكر المختص أن سرطان المثانة ورم خبيث، يصيب الغشاء المخاطي للمثانة، وتكون إصابة الرجال بمعدل ضعفي النساء، وفي المتوسط، يصاب الرجال بسرطان المثانة في عمر 72 سنة، والنساء في عمر 74 عاما، وأن البقاء الطويل للبول في المثانة وبعض المواد الضارة، التي تحويه من التأثير السلبي على الغشاء المخاطي للمثانة، وإمكانية تحوله إلى ورم خبيث. قال الدكتور، إن سرطان المثانة هو رابع سرطان فتاك في الجزائر، مضيفا أنه من السرطانات التي لا يتم الحديث عنها كثيرا، ولا يخصص لها أيام دراسية أو تكوينية، بالرغم من أهميتها، للتعريف بهذا السرطان وعرض أسبابه، وسبل الوقاية منه، وأهمية الكشف المبكر عنه، موضحا أن البعض لا يفرق بين نوعي سرطانات المثانة والبروستات، رغم وجود فرق بينهما. ذكر بن عقيلة أنه كمعظم السرطانات، سرطان المسالك البولية لا يعرف مسارا دقيقا لتطوره، لكن مع ذلك، فقد تم تحديد بعض عوامل الخطر، إذ يعد دخان التبغ أقوى عامل يؤثر سلبا. مشيرا إلى أن حوالي 70 ٪ من أورام المثانة ترجع إليه، حيث تصل الملوثات الموجودة في الدخان إلى الدم عن طريق الرئتين، ويتم ترشيحها عن طريق الكلى وتفرز في البول، وهكذا لا تؤدي الملوثات المسببة للسرطان فقط إلى ارتفاع كبير في خطر الإصابة بسرطان الرئة، إنما أيضا في حالات سرطان المثانة، إلى جانب التعرض المستمر للدهان ومختلف أنواع الطلاء، خاصة مشتقات البترول، كالبنزين وبعض المواد الكيماوية المتواجدة في بعض مواد البناء. وكغيره من باقي السرطانات، فهو من الأمراض الخبيثة التي لا تظهر أعراضها عادة في المراحل الأولى من الإصابة، إلا أن أكثر عرض جانبي شائع هو تبول الدم، وهي من الحالات الخطيرة التي تتطلب استشارة طبية فورية وعاجلة، لإجراء الفحوصات اللازمة والكشف عن وجود ورم سرطاني. أوضح الدكتور أن معظم حالات سرطان المثانة، يمكن الكشف عنه في مرحلة مبكرة، عندما يكون السرطان قابلا للعلاج بشكل كبير، لكن حتى الكشف عن سرطانات المثانة في مراحلها المبكرة وعلاجها، يمكن أن تعود بعد علاجها بشكل تام وناجح، لهذا السبب، يقول بن عقيلة؛ يحتاج الأشخاص المصابون بسرطان المثانة إلى فحوصات المتابعة لسنوات بعد العلاج، لمراقبة الورم الذي قد يعاود الظهور من جديد.