❊ رئيس الجمهورية جسد اللبنات الأولى للتوجه بإنشاء مدرسة وطنية عليا للرياضيات وأخرى للذكاء الاصطناعي أجمع أعضاء من الحكومة وممثلون عنهم أمس بالجزائر العاصمة، على أهمية مادة الرياضيات في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد، وعلى ضرورة تفضيل التوجه نحو التخصصات العلمية والتكنولوجية لتحقيق التنمية الاقتصادية ومواجهة التحديات العالمية المطروحة. أكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، على اهتمام الدولة بالاختصاصات العلمية والتكنولوجية، لما لها من تأثير فعال ومباشر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وقال الوزير في كلمة ألقاها أمس بمقر المدرسة الوطنية العليا للرياضيات، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للرياضيات، بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بشؤون التعليم العالي والتربية الوطنية، نور الدين غوالي، أن الدولة واعية تمام الوعي ومدركة لأهمية الرياضيات والتكنولوجيا وأهمية التوجه نحو الاختصاص العلمي والتكنولوجي، مذكرا في هذا الصدد بأن رئيس الجمهورية "قرر وجسد اللبنات الاولى لهذا التوجه بإنشاء المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي"، قائلا أنها "مؤشرات واضحة وصريحة ومجسدة للمضي نحو ترقية الاختصاص العلمي". في المقابل، اعتبر الوزير أن الرهانات العلمية والتكنولوجية التي يتعين على بلادنا مواجهتها لمواكبة تطورات العصر في هذا المجال، "مرهونة برفع نوعية الأداء الذي تقدمه المدرسة". لذلك تعمل الحكومة، حسبه، على ترقية التعليم العلمي والتكنولوجي، بهدف "اكتساب الكفاءات التي تسمح للأجيال الصاعدة بإيجاد الاستعمالات المتنوعة لمعارفهم في الحياة الاجتماعية والمهنية وكذا تنمية الفكر والقيم العلمية التي تنشئ الذهنية الجديدة لمواطن الغد، من خلال تشجيع شعبتي الرياضيات والتقني رياضي في النظام التربوي الجزائري". وأوضح أن الصعوبات والتحديات التي يعرفها واقع تعليم وتعلم الرياضيات في مختلف المراحل التعليمية من حيث النتائج المتحصل عليها، إلى جانب العزوف عن الاهتمام بدراستها والنفور من التوجه اليها، هي "انشغالات تحظى باهتمام كبير في برنامج عمل وزارة التربية وتطرح على كل المعنيين من اساتذة ومفتشين، حيث يفسح المجال واسعا امام كل الطاقات الحية من اجل عرض افكار ومشاريع جادة وجديدة تلتقي في تعليمها وتعلمها والتوجيه نحوها". وشدد في هذا الإطار، على أهمية اللجوء لبعض الأفكار التحفيزية مثل "تنظيم مسابقات وتفعيل النوادي العلمية وتشجيع إنشاء نادي الرياضيات على مستوى المؤسسات، الذي يوفر بيئة خصبة لاكتشاف المواهب ورعايتها". كما شدد على ضرورة اعادة النظر في "إعطاء الأولوية لدى توجيه حاملي البكالوريا لشعبتي الرياضيات والتقني رياضي بما يعزز الاختيار الارادي لطلبة هاتين الشعبيتين". وذكر بلعابد بالاهتمام الخاص بذوي المواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة، "كونهم يحتاجون إلى تكوين نوعي وخاص لتطوير مواهبهم ومؤهلاتهم وقدراتهم الابداعية، عبر برامج متخصصة من أجل الالتحاق بالمدارس العليا وتمثيل الجزائر في المسابقات والتظاهرات الدولية"، مثمنا في هذا الصدد النتائج التي تحصلت عليها الجزائر في أولمبايد الرياضيات العربي، حيث قال إن "الجزائر تربعت على عرش الرياضيات عربيا" في مسابقة شاركت فيها 16 دولة عربية، مذكرا بأوامر الوزير الأول لهيكلة الأولمبياد من أجل تثبيت المشاركة الجزائرية واستمراريتها، حيث تم تنصيب لجنة تتكفل بهذا الجانب من النواحي الهيكلية والمالية. من جهته، ذكر وزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي، بالأهمية الكبرى التي يوليها القطاع لتدريس مادة الرياضيات، باعتماد طريقة "المقاربة بالكفاءات كوسيلة حديثة لتلقين المعلومات"، مشيرا إلى العمل على تعميمها على مستوى جميع المؤسسات التكوينية وفي مختلف الأطوار. ودعا المختصين إلى تقديم إقتراحات بناءة لتحسين طرق تلقين مادة الرياضيات وتصميم مناهج تربوية مبتكرة ومتجددة، تجعل من هذه المادة أكثر جذبا لاهتمامهم لولوج عالم الابتكار والمساهمة بذلك في الجهد التنموي لبلادنا. نفس الاهتمام يوليه قطاع التعليم العالي والبحث العلم، لهذه المادة، وفقما أكده الأمين العام للوزارة ممثلا للوزير كمال بداري في اللقاء، حيث شدد على المساهمة الفعالة لمادة الرياضيات في تطوير المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا، مذكرا أنها تتدخل في الكثير من العلوم مثل البيولوجيا، الصحة، الاعلام الالي، الاتصالات، الجغرافيا والاقتصاد وغيرها. من جهته، قال الأمين العام لوزارة الصناعة، أن التحديات المفروضة اليوم على المؤسسات الوطنية في ظل التنافسية العالمية الشرسة والتطور التكنولوجي السريع في المجال الصناعي، تفرض الاستعانة بالكفاءات الوطنية في مجال الرياضيات القادرة على الابتكار لتنويع الاقتصاد. وشدد على دور الهندسة في المؤسسات، مشيرا إلى ان مؤسساتنا حاليا "ليست مجهزة لمواجهة التنافسية الناتجة عن عملية التصنيع الجديدة ونظم التسيير الاكثر نجاعة". يذكر أن حفل إحياء اليوم العالمي للرياضيات، شهد تكريم الطلبة الفائزين في مسابقات أولمبياد الرياضيات التي نظمت في عدة أنحاء من العالم. وعرفت المشاركة الجزائرية تطورا ملحوظا بين 2015 و2022 في هذه المسابقات، حيث استطاعت افتكاك عدة ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية.