احتضن فندق "الجزائر"، أول أمس، أشغال الاجتماع السنوي للجنة الإفريقية للكونفدرالية الدولية لمؤسسات المؤلفين والملحنين (CISAC) بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبحضور 15 مؤسسة إفريقية لتسيير حقوق المؤلف، تناولت موضوع "الرقمنة من أجل مقاربة فعّالة لمؤسسات التسيير الإفريقية". أشرفت على مراسم الافتتاح وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، التي أكدت في كلمتها، أن هذا الاجتماع هو "إدراك لأهمية التعاون الإقليمي؛ قصد وضع خارطة طريق مشتركة. وتدعونا الرهانات الكبرى التي فرضت نفسها علينا، إلى مزيد من التنسيق؛ خدمة للفنون في بلداننا، ولكل الفنانين الأفارقة الذين يحملون، بدورهم، مسؤولية الإشعاع الثقافي الإفريقي في كل العالم". كما حثت على تشجيع التبادل الثقافي الفني بين كل الدول الإفريقية؛ من خلال تسهيل تنقّل الفنانين، والعمل على تنظيم الإقامات الإبداعية. وتوقفت مولوجي عند مهام "الكونفدرالية الدولية لمؤسسات المؤلفين والملحنين؛ بصفتها منظمة دولية، تعمل على تسهيل سبل التعاون بين جمعيات إدارة الحقوق الجماعية. وتشرف، أساسا، على حماية مصالح الفنانين والمبدعين محليا ودوليا. وهي مهمة، إلى جانب ثقلها ونبلها، تتطلب عناية فائقة في ما يتعلق بالتنسيق والمتابعة بين المؤسسات المختصة، ليصب هذا التعاون الدولي في مصلحة الإبداع والفنون". ومن جهته، أعرب صامويل سانغوا المدير الجهوي لمنطقة إفريقيا للكونفدرالية الدولية لمؤسسات المؤلفين والملحنين (CISAC)، عن سعادته بهذا اللقاء الهام؛ إذ له رمزيته حين تحتضنه الجزائر، التي لها تجربة رائدة في تسيير حقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وقال: "إن هذا الاجتماع الحضوري في الجزائر هو الأول بعد انقطاع فرضته جائحة كورونا وتأثيرها على المبدعين؛ ما يضعنا أمام تحديات كبرى، تتعلق بحقوق المؤلف، وتسيير المجموعات الإبداعية". ورأى المتحدث أن هذا الاجتماع ذو "أهمية كبرى؛ لأنه يطرح قضايا تتعلق بوضع رؤية واستراتيجية ترمي إلى تفعيل منظمات التسيير، وتطوير الهياكل الضرورية، وتكييف التشريعات القارية مع تحديات الرقمنة والمنصات التي تستغل الأعمال الفنية عبر الأنترنت". وطلب السيد سانغوا من الجزائر تنظيم اجتماع لوزراء الثقافة الأفارقة؛ حتى تتمكن القارة السمراء من صياغة موقف مشترك في مواجهة القضايا الرقمية التي تهم الأفارقة، ملحّا على تدعيم التبادل الثقافي والفني بين المبدعين الشباب في القارة. وتواصل الاجتماع في جلسات عمل مغلقة، علما أن من بين البلدان المشاركة جنوب إفريقيا، وملاوي، والسنغال، وأوغندا، ومالي، وكوت ديفوار، وبتسوانا، وزيمبابوي، ومدغشقر، ورواندا، والبنين، والرأس الأخضر، وبوركينا فاسو، والجزائر وغيرها، التزمت بالبحث عن وسائل لتعزيز الإدارة الجماعية لحقوق المؤلف في قارة إفريقيا. وعلى هامش الفعالية، التقت "المساء" السيد علي شعبان مدير مركزي بالديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، الذي أشار إلى أن الكونفيديرالية الدولية لمؤسسات المؤلفين والملحنين ((cesac بها لجان جهوية؛ منها اللجنة الإفريقية. واجتماع الجزائر هو الأول حضوريا بعد جائحة كورونا؛ أي منذ 2019. وأضاف: "الجزائر تحتضن هذا الاجتماع ممثلة في الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة. وتستقبل 15 بلدا إفريقيا ممثلا من طرف شركات تسيير جماعي لحقوق التأليف. والهدف هو الوصول إلى استراتيجيات منسجمة لهذه المؤسسات الإفريقية حتى تحقيق استراتيجية موحدة للقارة الإفريقية، وتعزيز حماية المبدعين والفنانين، ووضع القواعد المهنية والاحترافية لمواكبة التحديات الجديدة، خاصة مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي". كما أبرز المتحدث أن ضمن عقود التمثيل المتبادل سيجري الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للمبدعين المنخرطين الأجانب في مؤسسات التسيير الجماعي المحلية والدولية، وكذا تبادل الخبرات، مع استعداد الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، لاحتضان المكاتب الإفريقية؛ قصد التكوين، علما أن التكوين كان جاريا، ولايزال بالجزائر". كما توقف محدث "المساء" عند اختيار اسمين أحدهما سميرة ابراهمية، ليكونا سفيري كأس الأمم الإفريقية بكوت ديفوار، مع تلحين نشيد هذه المنافسة، وتحسيس الجمهور الواسع باحترام حقوق المبدعين المادية منها والمعنوية.