دعا المشاركون في أشغال الملتقى الوطني "الأمير عبد القادر الجزائري من المقاومة حتى الوفاة في الكتابات العربية والأجنبية" الذي احتضنته مؤخرا قاعة المحاضرات بالمتحف الوطني العمومي للفن والتاريخ بتلمسان، والمنظم بالتنسيق مع مخبر جمع وتوثيق الشعر الشعبي الجزائري من العهد العثماني حتى القرن 20 م بجامعة تلمسان، إلى الاهتمام بالبحوث الجادة التي تساهم في رفع مستوى الدراسات حول الأمير عبد القادر في إطار المستجدات العالمية والقيم الإنسانية ورفعها إلى الجهات الوصية. تم الوقوف خلال هذا اللقاء عند الظروف الدولية التي عاصرها الأمير، منها اتساع رقعة المد الاستعماري، وكذا الخيارات الاستراتيجية للأمير وصولا إلى اهتمامه بالجهاد الأكبر، متجاوزا في ذلك حدود السياسة، ثم التزم الأمير بعد خروجه من الجزائر وعبوره لعدة بلدان ابتداءً من سجنه في طولون، وصولا لإقامته بدمشق، بالجانب الروحي والفلسفي وبالدعوة والتعليم، مما جعل الدول الأوروبية تُبجّل الأمير وتقلده أعلى الأوسمة وتقر بأنه من كبار شخصيات العالم. عرف الملتقى في شقه الحضوري تقديم أربع جلسات تداولت فيها 17 مداخلة علمية نشّطها أساتذة ودكاترة متخصصين من مختلف جامعات الوطن، تمحوت حول الكتابات العربية والأجنبية منها مداخلة الدكتور فارس العيد من جامعة الشلف الذي تناول في مداخلته القيم الإنسانية والفكرية عند الأمير عبد القادر الجزائري، كما تطرق الدكتور مصطفى حجازي من جامعة تلمسان في مداخلته إلى جهاد الأمير عبد القادر على الحدود الغربية الجزائرية من خلال تقرير القنصلية الفرنسية بطنجة، إضافة إلى مداخلة بعنوان "مبايعة الأمير عبد القادر في كتاب التاريخ العسكري والإداري للأمير عبد القادر الجزائري للدكتور بلعربي خالد من جامعة سيدي بلعباس، ومداخلة بعنوان "الأمير عبد القادر ومآثره الإنسانية في كتابات الأسرى الفرنسيين انجلوا أبوليت أنموذجا"، للدكتورة رحمونة بليل من جامعة معسكر، ومداخلة أخرى بعنوان "حياة الأمير عبد القادر في منفاه بقصر لومبواز 1848 1852 "للدكتور حسين محاود، كما أثرى الدكتور إبراهيم الهلالي من المركز الوطني للبحوث في عصر ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ الملتقى بمداخلته الموسومة "الأمير عبد القادر وجهاده الروحي الصوفي والعلمي في كتابات أبي القاسم سعد لله،" وكذا الدكتور مقنونيف شعيب من جامعة تلمسان بمداخلة تحت عنوان "جوانب من شخصية الأمير عبد القادر في مذكرات الجنرال ديميشل قراءة توصيفية". كما تخللت الملتقى مداخلات افتراضية عن بعد منها مداخلة بعنوان "مبايعة الأمير عبد القادر قراءة في الظروف والاستراتيجيات (1832 1847)" للدكتور قدور شرقي من جامعة الشلف، و«جاذبية شخصية الأمير عبد القادر الاسباني لدى المؤرخ الاسباني خوان باونيستا وميكيل دي ايبالزا نموذجا"، واختتم الملتقى بمداخلة الدكتور مختار بزاوية من جامعة معسكر حول "موقف المشارقة من الجهاد الصوفي والمواقف البطولية للأمير عبد القادر.