❊ بن جامع: نحن بحاجة إلى حلول ملموسة قابلة للتنفيذ والتحقيق ❊ الجزائر تخوض معارك دبلوماسية لنصرة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة ❊ وقف الهجوم على غزة أساس أي جهد لمعالجة التصعيد في الشرق الأوسط ❊ الجزائر عازمة على مواصلة جهودها من أجل عضوية كاملة لفلسطين في الأممالمتحدة دعت الجزائر وسلوفينيا أول أمس، إلى عقد جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في غزة، فيما لم تتوقف البعثة الدبلوماسية الجزائرية لدى الأممالمتحدة بالمطالبة بضرورة وقف فوري لإطلاق النار، "الذي أضحى حاجة ملحة لتجنّب تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط في ظل تواصل العدوان الصهيوني الهمجي على القطاع". وتأتي هذه الدعوة نظرا للوضع الخطير في غزة، والذي تعكسه آخر التطوّرات على الميدان. ضاعفت الجزائر منذ توليها منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن للأمم المتحدة، من جهودها الرامية لوقف فوري لإطلاق النار وذلك ضمن مساعيها الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والذي يتعرض منذ سنة لإبادة جماعية شاملة بقطاع غزة. من هذا المنطلق، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عمار بن جامع الأربعاء الفارط بنيويورك، على أن "أي جهود لمعاجلة التصعيد الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط ينبغي أن تبدأ بوقف الهجوم الوحشي على غزة"، مشدّدا في كلمته خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط على الحاجة "إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة". وأشار بن جامع في هذا السياق، إلى "ضرورة عدم تناسي الجرائم الصهيونية المتواصلة لأزيد من عام في قطاع غزة، في ظل التصعيد الصهيوني الأخير في لبنان"، لافتا إلى أن البعض "أصبح غير مبال بمصير الفلسطينيين ومحنتهم". وذكر في هذا الصدد بالاجتماع الذي عقده مجلس الأمن بدعوة من الجزائر على خلفية هذه الاعتداءات والذي سعت الجزائر من خلاله إلى حمل المجلس على توجيه رسالة واضحة وبسيطة وهي الدعوة إلى تهدئة فورية، غير أنه تأسف لفشل المجلس في توجيه هذه الدعوة، مستطردا بالقول "نحن بحاجة إلى حلول ملموسة قابلة للتنفيذ والتحقيق". من هذا المنظور، تخوض الجزائر داخل أروقة الاممالمتحدة معارك دبلوماسية بناء على توجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إيمانا منه بنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وبضرورة وضع حدّ لمعاناته خاصة في قطاع غزة، حيث وضع مسائل السلم والأمن الدوليين ضمن أولويات الجزائر في المجلس الأممي، وفاء لالتزامها بدعم قضايا التحرر في العالم وانسجاما مع المبادئ الثابتة لسياستها الخارجية. في إطار هذه المساعي وعقب أربع محاولات سابقة أحبطت بفيتو أمريكي، نجحت الجزائر منذ توليها مقعدها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي بمبادرتها في 25 مارس الماضي في استصدار قرار تبناه 14 صوتا مؤيدا، يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان وتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وتعزيز حمايتهم في القطاع بأكمله ورفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني. ومنذ هذا الانتصار الدبلوماسي البارز والجزائر مصمّمة على مواصلة جهودها داخل أروقة مجلس الأمن، حيث أكد السفير بن جامع أن الجزائر "ستعود أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لدولة فلسطينبالأممالمتحدة"، مذكرا بتأكيد الجزائر على مواصلة "جهودها حتى تصبح دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة".