ارتأت السلطات المحلية بولاية قسنطينة، أن تكون مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحافة، المصادف للثالث ماي من كل سنة، فرصة سانحة لتذكر رجال أفنوا عمرهم في المجال الإعلامي، وخدموا المهنة بكل حب، وضحوا من أجل ترقية "مهنة المتاعب" في مسار رافق مراحل بناء الجزائر المستقلة. وكان الاحتفال باليوم الوطني لحرية التعبير بعاصمة الشرق، مميزا هذه السنة، من خلال الزيارة التي قادت الوالي، عبد الخالق صيودة، والوفد المرافق له وعدد من الإعلاميين، إلى حي بوالصوف، أين يقع بيت أحد صناع المشهد الإعلامي بالصحافة العمومية، خلال العقود التي خلت، عبر جريدة "النصر" التي كان رئيسا لتحريرها، إلى الصحافة الخاصة وعدد من الجرائد، وآخرها الجمهور الرياضي. كان رابح تواتي، أو كما يحلو للصحفيين مناداته بعمي رابح، جد متأثر بهذه الزيارة، حيث أكد أن نضالاتهم في المرحلة التي أعقبت الاستقلال كانت من أجل جزائر آمنة ومستقرة، موصيا الجيل الجديد من الصحفيين والإعلاميين، بالتكوين والعمل بجد وإخلاص لفائدة الجزائر، في ظل التكالب الذي يحوم حول البلاد. واعتبر الصحفي المتقاعد رابح تواتي، الذي التحق بقطاع الإعلام شهر ماي من سنة 1965، أن رسالة الشهداء ثمينة من أجل أن تبقى الجزائر حرّة مستقلة إلى الأبد، معرجا على أهم الأحداث التي طبعت مساره المهني، وعلى رأسها سنوات التسعينيات التي كانت صعبة على الجميع، وقال أن" الجزائريين مطالبون بالتمسك بمؤسسة جيشهم التي تعد خط الدفاع الأخير". وحسبه، فإنه مستعد لتقديم خبرته إلى الجبل الجديد بأي شكل من الأشكال التي تخدم المهنة، مضيفا أن الجزائر في حاجة إلى فيالق من المحررين والتقنيين والصحفيين، الذين يعملون بصدق وباحترافية. وقال إن الجزائر لديها طاقات ضخمة تحتاج إلى تأطير فقط، مضيفا، أن الإعلام الجزائري مطالب بالمبادرة وعدم الاكتفاء بردة الفعل فقط، لكون الإعلام بات سلاحا فتاكا يمكنه الإطاحة بدول. ومن جهته، أكد الوالي عبد الخالق صيودة، خلال كلمته في الحفل المنظم على شرف الإعلاميين بالحي الإداري دقسي عبد السلام، أنه يسهر شخصيا وكل مصالح الولاية، على توفير كل الامكانات لتسهيل عمل الصحفيين، مشيرا، إلى أن إحياء هذا اليوم، يأتي في ظرف حساس محليا وإقليميا ودوليا، مضيفا أن قطاع الاعلام، عرف منذ تولي رئيس الجمهورية منصب الحكم، تطورا من خلال اعتماد ترسانة قانونية، جاءت لتعزيز الضمانات القانونية لممارسة الصحافة، كما تسمح بتثمين دور الصحافة كشريك أساسي، وتعمل على تحرير الفعل الإعلامي وإصلاح المنظومة الإعلامية. وحسب والي قسنطينة، فإن الجزائر تواجه اليوم تحديات خارجية متسارعة، منها الحروب السيبرانية والتشويش على الرأي الوطني والإشاعات الموجهة، وكذا مهاجمة رموز الوطن، حيث دعا أهل المهنة، أمام هذه التحديات والحروب غير التقليدية، إلى تحصين مهنة الصحفي وإبراز الإعلام الوطني كخط دفاع أولي، مع تحري دقة المعلومات وتقديم سردية وطنية موحدة، وتعزيز وعي المواطنين، وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه الصحفي السابق، الأستاذ الجامعي ونائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، البروفيسور حميد بوشوشة، الذي أكد أن الصحفي يقدم خدمة لوطنه ولشعبه كل يوم، وأن الاعلام الجزائري في تحدٍّ كبير، داعيا، إلى تكوين جبهة وطنية قادرة على المواجهة، وتقديم إعلام قادر على النهوض بالجزائر والدفاع عنها.