حرصت كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة 3، صالح بوبنيدر، أول أمس، على طرح موضوع مهن القائم بالاتصال في المؤسسات الجزائرية ومستقبلها من خلال رؤية استشرافية في ظل الرهانات والتحديات الرقمية، ضمن ملتقى وطني حضره مستشار وزير الاتصال وعدد من الأساتذة والطلبة والمكلفين بالإعلام. وحسب رئيس الملتقى، الدكتور مهديوي نصر الدين، فإن هذه الورقة البحثية التي تخص موضوع هذا الحدث الجامعي، جاءت في ظل الضرورة المحلة التي فرضها الواقع من منطلق أهمية هذا المنصب في مختلف المؤسسات الجزائرية والذي يعمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات وأن غياب الوعي بهذا المنصب الحيوي يمكنه أن يعطل تحقيق أهداف المؤسسة ويجعلها تتخبط في عديد المشاكل. أكد الدكتور مهديوي نصر الدين، أن الملتقى جاء من أجل تسليط الضوء على مهنة المكلف بالاتصال، في ظل وجود عدد معتبر من المكلفين بالاتصال على مستوى المؤسسات الجزائرية الذين لا يهضمون أبجديات العلاقات العامة ولا يهضمون استراتيجيات ممارسات نشاطهم في إطار ما يعرف بالاتصال المؤسساتي أو الاتصال الاستراتيجي أوضح المتحدث أن الملتقى جاء للحديث عن التحولات التي يعرفها المكلف بالاتصال، في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم والجزائر، في ظل ظهور جيل شظاياه رقمية بامتياز، بات يتطلب الاندماج مع هذه التحولات الرقمية والاستغلال الأنجع لخوارزميات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من تجارب دول قطعت أشواط كبيرة في هذا المجال. ويرى رئيس الملتقى أن رجل العلاقات العامة داخل المؤسسات أو ما يصطلح عليه بالمكلف بالاتصال، بات مطالبا بالتحكم في الولوج إلى العوالم الافتراضية، معتبرا أن الملتقى أيضا جاء تجسيدا لإحدى توصيات ورشات الاتصال التي أشرف عليها وزير الاتصال السيد محمد مزيان، خلال الأيام الفارطة والتي ركزت على دور الاتصال المؤسساتي في الترويج لصورة حسنة للجزائر والتصدي للأزمات، خاصة بعدما باتت البلاد مهددة من طرف الأعداء المتربصين. وقال الدكتور نصر الدين مهديوي، إن النقائص المسجلة على مستوى مهام المكلف بالاتصال، خلقت فجوة بين الرؤية الأكاديمية والممارسة الميدانية، مشددا على ضرورة الضرب بيد من حديد من طرف الخبراء والأكاديميين في مجال الاتصال والعلاقات العامة من أجل فتح ورشات تكوينية دورية للقائمين بالاتصال على مستوى المؤسسات، لتقديم ابجديات الاستراتيجية الاتصالية وإدارة الحملات وتسيير الأزمات ووضع مخططات لسيرورة العملية الاتصالية أو ما يعرف بالاتصال التنظيمي والتعرف على قواعد أسس العلاقات العامة وطرق التسويق. من جهته، أكد البروفيسور نصر الدين بوزيان، رئيس الجلسة الافتتاحية، خلال المداخلة التي قدمها، أن التغيرات التي يشهدها العالم تتطلب وضع استراتيجية مدروسة للنهوض بمهنة القائم بالاتصال، حتى يمكن الاستجابة لمختلف التحديات الأساسية، مضيفا أن الملتقى ركز على الشق النظري وتقديم مجموعة من المقاربات الجديدة، مع التركيز على الإسقاطات المهنية والواقع الجزائري في ظل رغبة السلطات الجزائرية في تطوير قطاع الاتصال والجامعة بباحثين يسعون لتقديم مجموعة من نتائج الأبحاث التي تخدم البلاد. وحسب البروفيسور نصر الدين بوزيان، فإن أهم نقاط الضعف في منصب المكلف بالإعلام، التي تم الوقوف عليها من طرف الجامعيين، والتي يجب استدراكها في إطار الحركية الجديدة، غياب إطار قانوني ينظم قطاع الاتصال خاصة في المؤسسات العمومية وغياب المنصب في الهيكل التنظيمي، مع عدم تمتع المكلفين بالاتصال بالحرية في تقديم المعلومة وبذلك تسهيل عمل الصحفيين ووصول المعلومة إلى المواطن في ظل انتشار الأخبار الزائفة والاشاعة. وركز البروفيسور نصر الدين بوزيان، على ضرورة تعزيز التنسيق والتكامل ما بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات العمومية والتركيز على عنصر التكوين لمواكبة التطورات الحاصلة، خاصة فيما تعلق بعروض التكوين التي تتماشى مع التحديات والتي تشمل المهنيين لتتطور المهارات الفنية في الاتصال، مبرزا نقاط القوة في الموضوع والتي تشمل الرغبة السياسية التي تعبر عن إرادة مؤسساتية لتطور القطاع في ظل وجود كفاءات مهنية في الجامعة وفي المؤسسات. واعتبرت السيدة وهيبة تاخريست، مكلفة بالاتصال على مستوى مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز علي منجلي، بقسنطينة، أن مثل هذه الملتقيات مهمة جدا، مؤكدة أن المكلف بالاتصال مطالب بأن يكون ملما بكل تقنيات وفنيات الاتصال وأن يكون محترفا لأبعد الحدود، مضيفا أن مثل هذه الملتقيات تسمح للمكلف بالاتصال التأقلم ضمن بيئة اتصالية واسعة حتى يتمكن من اكتساب كل ما يقدمه العالم الخارجي والتنسيق مع محيطه الداخلي، ليكون قيمة مضافة في ظل الرهانات التي تواجه مختلف المؤسسات. ثمن السيد رضا عينار، مستشار وزير الاتصال، مثل هذه المبادرات التي تدل، حسبه، على اهتمام الجامعة الجزائرية بالمهن المنبثقة من مجال علوم الاعلام والاتصال وعلى رأسها الاتصال المؤسساتي والعلاقات العامة، مضيفا أن تنظيم هذا اللقاء عمل على تسليط الضوء على الصعوبات والتحديات التي تواجه القائمين على الاتصال في المؤسسات العمومية أو الخاصة بما فيها الاقتصادية، الثقافية أو السياسية، موضحا أن مخرجات هذا الملتقى سيتم إدراجها في إطار استراتيجي تكون ركيزة وقاعدة للاتصال المؤسساتي في الجزائر وهو نفس الأمر الذي ذهب إليه الدكتور محمد فوزي كينازة، عميد كلية علوم الإعلام والاتصال الذي أكد على مساهمة الجامعة في تطوير مختلف القطاعات.