تمثل معركة" مركالة" سنة 1956، أحد ملامح الكفاح الذي خاضه سكان تندوف أثناء ثورة التحرير الوطني، كغيرهم من أبناء الجزائر البررة، حيث لم يستسلم الأبطال لإغراءات ووعيد الجيش الفرنسي، بل سعوا على درب الاستشهاد والتضحية من أجل وحدة التراب الوطني. هناك شواهد كثيرة عن مقاومة أهالي تندوف للزحف الفرنسي نحو مدينة الأبطال، واستشهاد شهداء الثورة بها، وعددهم 11 شهيدا، منهم 10 بتندوف وشهيد بعين الصفراء، هو الطاهر عبد الوهاب، وهذا نموذج من الكفاح المسلح، الذي قام به سكان تندوف، كعربون للفداء والدفاع. وفي وقت كان قد اشتد فيه الحصار على الجماهير، نظرا لما حققته الثورة من انتصارات، وما بلغته من قوة على الصعيدين العسكري والسياسي، تلك القوة التي كبحت بها الخيال عن الاستعمار الواسع في تنفيذ مخططاته الجهنمية، ونظرا لما بلغته الثورة من شمول لكل القطر الجزائري، قامت مجموعة من الشبان المناضلين في شهر سبتمبر 1956، بتنفيذ ملحمة بطولية بنواحي منطقة "مركالة"، التي تقع شمال غرب مدينة تندوف، والتي تبعد عليها بحوالي 90 كلم، شارك فيها عدة مناضلين، على غرار البهجة محمد سالم، عنفاري سيديا، ابيري عبدي، شعبان الربان، حميداوي محمد، ليلة محمد، ابريكة سلامة، عماري سعيد، عماري محمد، صلحاوي لحبيب، بن طالب عبد الله. قام هؤلاء الشبان المناضلون بتلك المعركة الساخنة، التي كبدوا فيها العدو خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، إذ اضطر إلى طلب نجدة من الطيران، قصد القضاء على هذه المجموعة من الثوار الأبطال، الذين بثوا الرعب في أوساط الجيش الفرنسي. ورغم النيران التي ألهبتهم من كل صوب، إلا أنهم لم يستسلموا، بل بقوا صامدين إلى أن لفضوا آخر أنفاسهم، شهادة في سبيل الله والوطن. وقد حملهم العدو، إلى ساحة سوق تندوف، فنكل بجثثهم الطاهرة أشد التنكيل، قصد إرهاب الموطنين، ثم دفنوهم في خندق واحد.