تحتفل الجزائر في 25 نوفمبر باليوم الوطني للشجرة بتجسيد سياسة التجديد الريفي وتطبيقها الفعلي سيما من خلال نشاطات كبرى لغرس الأشجار المثمرة، حسبما علم لدى المديرية العامة للغابات. وسيكون الاحتفال بهذا اليوم رسميا بولاية تيسمسيلت الفرصة لإطلاق حملات تشجير وتحسيس وتوعية المواطنين بالأهمية القصوى والحيوية للغابة في الحفاظ على التوازنات البيئية وكذا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. وأضافت المديرية العامة للغابات أنه سيتم تنظيم حملات تشجير عبر كامل ولايات الوطن مبرزة أهمية الشجرة وفوائدها. وتندرج هذه النشاطات في إطار ثلاثة برامج ذات الأولية تتمثل في حماية أحواض السدود ومحاربة التصحر وكذا توسيع التغطية الغابية حسب المديرية. كما يرمي إحياء اليوم الوطني للشجرة إلى تحسيس وإعلام الرأي العام بظاهرة تعرية المساحات من الغطاء النباتي وأسبابها وانعكاساتها المأساوية. وتعتبر المديرية العامة للغابات أن الموارد الطبيعية للجزائر "محدودة وهشة جراء الظروف المناخية وكذا توزعها اللا متساوي عبر التراب الوطني". بحيث لا تغطي الغابات والأحراش سوى 1.4 مليون هكتار أي معدل تشجير قدره 11 ? بالنسبة لشمال الجزائر وهو معدل يعتبره الخبراء "غير كاف لضمان التوازن الطبيعي والبيولوجي". وبهذا الصدد أكدت المديرية العامة للغابات أن قطاع الغابات يجند طاقات هامة من خلال المخطط الوطني لإعادة التشجير الذي يقضي بغرس مساحة قدرها 245.1 مليون هكتار خلال ال20 سنة المقبلة سيما بالمناطق الجافة وشبه الجافة حيث تم غرس ما يقارب 000 200 هكتار إلى حد الآن. ويهدف المخطط الوطني لإعادة التشجير إلى استحداث نظم اقتصادية قابلة للبقاء كفيلة بتوفير وسائل ملائمة للاستقرار والتنمية لسكان الأرياف. كما يسعى إلى رفع معدل التشجير من 11 ? إلى 13 ? . كما يشمل المخطط الوطني لإعادة التشجير غرس أشجار تستعمل في الصناعة سيما منها أشجار الفلين على مساحة 000 75 هكتار وأشجار منتجة على مساحة 000 250 هكتار وتشجير في مجال الحماية (000 562 هكتار) وكذا في محاربة التصحر على مدى 260 .333 هكتار وغرس أشجار الزينة على مدى 640 25 هكتار. وأما بالنسبة لمناطق الشمال فتنصب انشغالاتها الكبرى حول إعادة تأهيل النظم البيئية المتلفة جراء ظاهرة الحرائق وذلك من خلال نشاطات إعادة التشجير وغرس أشجار نبيلة سيما منها البلوط والفلين وأرز الأطلس والبلوط الأخضر. كما يتسم إحياء اليوم الوطني للشجرة بمواصلة المرحلة الثانية من عملية "طفل ومدرسة وشجرة وهدية مزدوجة للطبيعة والطفولة'' التي بادرت بها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية خلال الدخول المدرسي الأخير. وأوضحت المديرية العامة للغابات أن هذه العملية ترمي إلى غرس 8 ملايين شجيرة من خلال مساهمة 615. 24 مدرسة عبر كامل التراب الوطني، مؤكدة أن حملة 2009 / 2010 ستشهد غرس 5 ملايين شجيرة مثمرة وغابية على مستوى مدارس البلاد من قبل تلاميذ الطور الابتدائي والأساسي والثانوي. وبهذا الصدد تسعى مجمل محافظات الغابات إلى تنظيم عدة تظاهرات من خلال إشراك المدارس في معارض صور وعرض أفلام ومسابقات في الرسم وكذا في أفضل نادي أخضر. كما تدعو المديرية العامة للغابات منظمات المجتمع المدني إلى تنظيم تظاهرات لإحياء هذا اليوم الوطني بغرض ترقية التوعية والتحسيس بشأن الحفاظ على الطبيعة والبيئة. (وأ)