نظّمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقطب الجامعي شتمة ببسكرة، مؤخرا، ملتقى وطنيا بعنوان "مخاطر التنمر الإلكتروني في المجتمع الجزائري وآليات تحقيق الأمن السيبراني"، تماشيا مع ما يشهده العالم من توسّع الفضاء الرقمي، وتنامي مخاطر الجرائم السيبرانية، سيما ظاهرة التنمّر الإلكتروني التي باتت تمسّ مختلف شرائح المجتمع، خصوصا فئة الشباب والطلبة، الذين يُعدون الأكثر استخداما للتكنولوجيا الرقمية. بالمناسبة، أكّد المتدخلون أنّ هذا الملتقى يشكّل فرصة ثمينة لرفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بمخاطر التنمّر الإلكتروني، وانعكاساته على العلاقات الإنسانية والاجتماعية، إلى جانب تعزيز ثقافة الاستخدام الآمن والمسؤول للوسائط الرقمية. كما يمثل فضاء للحوار بين الباحثين والخبراء وممثلي القطاعات الأمنية والتربوية، لوضع تصوّرات مشتركة، تساهم في حماية الأفراد من التهديدات السيبرانية، وتحقيق بيئة رقمية آمنة ومتوازنة. وناقش الملتقى جملة من الأهداف العلمية، تمثّلت في الاطّلاع على أحدث البحوث في مجال التنمر الإلكتروني، واستجلاء انعكاساته الاجتماعية والنفسية والثقافية والاقتصادية والسياسية، إلى جانب بيان تأثيره على خصوصية الفرد والواقع الرقمي، والسعي إلى إعداد آليات عملية لمواجهة هذه الظاهرة، وتحقيق الأمن السيبراني في المجتمع الجزائري. وتوزّعت جلسات الملتقى الحضورية وعن بعد، على 4 محاور رئيسية؛ تناول أوّلها "عناصر التنمر الإلكتروني في المجتمع الجزائري وآليات الحماية السيبرانية"، فيما ركز المحور الثاني على "انعكاسات التنمر الإلكتروني في أبعاده الاجتماعية والنفسية والثقافية والاقتصادية والسياسية" . أما المحور الثالث فخُصّص لبحث "الاستراتيجيات الميدانية لمواجهة ظاهرة التنمر الإلكتروني وآليات الردع القانونية"، في حين سلّط المحور الرابع الضوء على "سبل تعزيز مفهوم الأمن السيبراني في المجتمع الجزائري في الحاضر والمستقبل"، بما يساهم في بناء رؤية شاملة لمواجهة الظاهرة بمختلف أبعادها. وجاء هذا الملتقى الوطني ليؤكّد أهمية توعية جميع أطراف المجتمع، خاصة الشباب والطلبة، بضرورة الاستخدام الواعي والمسؤول للتقنيات الحديثة، ووضع آليات تشريعية وتربوية للحد من الظاهرة، مع تفعيل التعاون بين المؤسّسات الأكاديمية والأمنية؛ تحقيقا لأمن سيبراني شامل يواكب التحولات الرقمية الراهنة، ويحمي الأفراد والمجتمع من آثارها السلبية.