من المفارقة أن يتزامن منع قافلة شريان الحياة التي يقودها صديق القضية الفلسطينية البريطاني غلاوي دخول غزة مع إقدام 15 إسرائيليا على رفع دعوى ببلجيكا ضد قادة حماس بحجة التضرّر من صواريخ القسام. وإذا كان هؤلاء الإسرائيليون قد عاشوا حسب زعمهم رعب الصواريخ الفلسطينية في فترات معينة، فماذا نقول عن أهالي غزة الذين عاشوا ويلات العدوان الصهيوني سنوات عديدة تحت الحصار الذي تخلله عدوان حصد الآلاف من الأرواح البريئة. ولم نتفاجأ لمراوغات الكيان الصهيوني الذي عودنا على تصوير نفسه ضحية يتهددها خطر القذيفات الفلسطينية التي كانت بمثابة رسائل تؤكّد صمود الشعب الفلسطيني ازاء غطرسته. فهؤلاء الإسرائليون اشتكوا من مضايقات هذه القذيفات التي عكّرت صفوهم، لكن في المقابل من يحاسب سفاحي آل صهيون الذين تفنّنوا في التنكيل بالشعب الفلسطيني وتقتيله وتعذيبه والدوس على أبسط حقوقه لعقود طويلة من الزمن. فهل تحوّل الجلاد إلى ضحية ووجد في مواقف بعض الدول العربية المساندة لأفكاره سندا لمواصلة سياسته التعنّتية في المنطقة؟ كيف لا يكون ذلك ونحن نكاد نسمع يوميا عن معوقات و"حواجز" جديدة تقام على حدود غزة، آخرها كانت منع دخول القافلة الإنسانية إليها بغرض ضخ بعض أوكسجين الحياة في شعب يصارع من أجل الحياة