قال جيفري فلتمان مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط أمس بالعاصمة المغربية أن استمرار الوضع القائم في الصحراء الغربية لا يخدم أيا من طرفي النزاع. وأكد أن الوقت قد حان للمغرب وجبهة البوليزاريو من أجل استئناف المفاوضات بينهما بهدف إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع. وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي في غير السياق الذي كانت تريده السلطات المغربية التي عادة ما تعمل على استغلال هذه الزيارات للترويج لأطروحاتها الاستعمارية وكذا رغبتها في تمييع جوهر هذا النزاع على انه ليس قضية تصفية استعمار وسعيها في كل مرة إلى إقحام الجزائر كطرف فيه والأكثر من ذلك القول أن وجهة نظرها لتسوية النزاع تلقى تأييدا أمريكيا صريحا. ولكن فلتمان راح يؤكد أن النزاع ثنائي بين المغرب وجبهة البوليزاريو بما يستدعي حله في هذا الإطار وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية لا ترى في بديل الحكم الذاتي خيارا وحيدا لهذه المفاوضات في ضربة موجعة للسلطات المغربية التي ما فتئت تؤكد أن الفكرة تحظى بتأييد واسع من الدول الكبرى في العالم. بل أن الملك محمد السادس انتقل شخصيا إلى مقر الأممالمتحدة بمناسبة انعقاد جمعيتها العامة الشهر الماضي للترويج لهذه الفكرة الباطلة من اساسها. ويؤكد تصريح فلتمان أيضا أن واشنطن اقتنعت أن الرباط تبقى اكبر معرقل لمسار المفاوضات بدليل دعوتها لطرفي النزاع إلى العودة إلى طاولة المفاوضات ولولا ذلك لطالب بتطبيق الحكم الذاتي المغربي على شعب لايريده. وهي الحقيقة الذي ضمنها كريستوفر روس المبعوث الاممي الخاص إلى الصحراء الغربية في رسالته إلى لجنة أصدقاء الصحراء الغربية شهر جوان الماضي عندما اتهم المغرب علنا بإفشال مساعيه لتسوية النزاع. وليس من الصدفة أيضا أن تتطابق تصريحات روس وفلتمان حول حقيقة ما يجري والقول بأن الوضع في الصحراء الغربية لم يعد ''يطاق'' ولا يخدم ايا من الطرفين. وقال روس بعد اللقاء الذي جمعه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس في اول محطة من جولة إلى عواصم المنطقة انه ''ليس هناك أي شك بأن الوضع الراهن لا يطاق على المدى الطويل بالنظر إلى التكاليف والأخطار المترتبة عنه''. ودعا المبعوث الخاص للامين العام الاممي طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو إلى الشروع في مفاوضات ''دون شروط مسبقة'' و''صادقة'' بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يوافق عليه الطرفان بما يكفل لشعب الصحراء الغربية الحق في تقرير المصير. وجدد الموفد الاممي الخاص إلى المنطقة أن المفاوضات بين الطرفين يجب أن تتم دون شروط مسبقة والتلميح واضح باتجاه المغرب الرافض لمناقشة أي بدليل آخر من غير خيار الحكم الذاتي.