تستقبل المحطة الحموية لعين ورقة الواقعة جنوب شرق ولاية النعامة حاليا، أعدادا كبيرة من الزوار يقصدون المنطقة طلبا للراحة والاستجمام وبغرض العلاج بمياه حماماتها المعدنية. ويتوجه اهتمام القائمين على تنشيط قطاع السياحة بولاية النعامة، نحو تأهيل هذه المنطقة التي تشتهر بينابيعها المعدنية ذات الفوائد العلاجية، خصوصا بعدما أصبحت تشهد تزايدا مضطردا في أعداد الوافدين عليها خلال مختلف فترات السنة وأيام العطل ونهاية الأسبوع تحديدا. وقد سجلت في هذا الصدد لفائدة قطاع السياحة والصناعة التقليدية خلال هذه السنة، عملية تخص إجراء دراسة شاملة تتيح تحويل هذه المحطة المعدنية الواقعة بدائرة عسلة بأقصى جنوب شرق ولاية النعامة، الى موقع سياحي يستجيب لتطلعات السياح المحليين ويلبي طموحات الزائرين والقاصدين للعلاج، كما أوضح مسؤولو القطاع. وقد استفادت مؤخرا هذه المنطقة التي تمثل أحد المواقع الهامة للجذب السياحي على مستوى الولاية، من مشاريع إنمائية من أهمها تحويلها إلى منطقة للتوسع السياحي تمتد على مساحة 243 هكتارا مؤهلة لاستقبال المستثمرين الخواص الراغبين في إنجاز هياكل للاستجمام، إضافة إلى إنجاز مخططات وتخصيص أرضيات مهيأة لاحتضان مشاريع لمرافق استقبال ومشاريع في السياحة الحموية، تستجيب للمقاييس المعمول بها دوليا. ومن أجل توفير شروط استقبال جيدة تتماشى مع التوافد المكثف للعائلات التي تقصد منطقة النشاط الحموي، هيأ مسؤولو بلدية عين ورقة ظروفا تسمح للمواطنين عموما والعائلات خصوصا، بقضاء فترات ممتعة في التنزه عبر المواقع السياحية الجميلة لتلك المنطقة والاستفادة من المميزات العلاجية لمياهها المعدنية الساخنة. وفي هذا الصدد تدعمت المحطة بمركز صغير للتخييم أنشئ غير بعيد عن المحطة المعدنية بمحاذاة واحة نخيل خلابة، تتخللها مياه صافية لسواقي تمون بالنظام التقليدي لتوزيع المياه المعروف ب'' الفقارات''. كما استفادت تلك المنطقة من إنشاء مناطق للراحة وتهيئة مساحات للعب وتخصيص أماكن لوقوف السيارات وأشغال للتهيئة الخارجية وتزفيت الطرقات ولوحات إرشادية لتوجيه السياح، فضلا عن توسيع الإنارة العمومية. وبادر قاطنو هذه المنطقة السياحية بدورهم، بفتح محلات خاصة لبيع المنتوجات التقليدية المحلية ووجبات الإطعام السريعة، وهو ما أدى الى انتعاش كبير للأنشطة التجارية والسياحية للسكان المحليين. ومن جهة أخرى، أوضح مسؤولو قطاع السياحة والصناعة التقليدية، بأن منطقة النشاط الحموي لعين ورقة التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار، تعاني من نقص في هياكل الاستقبال والإيواء التي تقدر حاليا ب 124 سريرا فقط، بالإضافة إلى بعض الشقق السكنية التي يؤجرها أصحابها لزبائن المحطة المعدنية، خصوصا خلال مواسم العطل التي تشهد تزايدا في وتيرة الإقبال على هذه القرية السياحية، التي تتوفر على بحيرة قارية مصنفة كتراث عالمي محمي. وبغرض التحفيز على الاستثمار بهذه المنطقة السياحية، أدمجت ضمن المخطط التوجيهي للتوسع السياحي بالمنطقة، فضاءات ملائمة لفائدة الراغبين في الاستثمار السياحي، والتي من شأنها أن تؤسس لنشاط حموي بمقاييس عالمية، وكذا لإنشاء عدة مشاريع ومرافق فندقية وثقافية ورياضية على مستوى الجيوب العقارية المحاذية للحمامات التقليدية لتلك المحطة المعدنية، كما أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية. وتوفر ينابيع المياه الدافئة لمنطقة عين ورقة والمتدفقة من باطن الأرض والتي تصل درجة حرارتها إلى أكثر من 44 درجة، توفر شروط العلاج من عدة أمراض للجلد والعظام والمفاصل، وتقع وسط طبيعة صحراوية هادئة تتشكل من مرتفعات جبلية تخترقها أودية وواحات نخيل، مما يتيح للزوار أيضا متعة التجوال والتنزه.(واج )