خصص العدد العاشر من المجلة السينمائية “أسارو” ملفا كاملا لتاريخ السينما الجزائرية، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، من خلال رصد مجموعة من الحوارات والمواضيع المتعلقة بالحدث، كما تناولت المجلة مجريات الجامعة الصيفية للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي بأزفون والورشات التي تمت في مطلع السنة الجارية. ”أسارو” أو الفيلم باللغة الأمازيغية، المجلة التي تصدر عن محافظة المهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي، تطرقت في عددها الأخير إلى خمسينية الاستقلال من باب الفن السابع، حيث يعرض حميد ناصر خوجة أهم المراحل التي مرت بها السينما في الجزائر في هذه الفترة، إذ يرى أن الروايات شكلت منطلقا لبناء السينما الجزائرية التي تميزت في البداية بأنها سينما ثورية تحمل قضية تحرر شعب، وقد استهل الموضوع بالحديث عن فيلم “معركة الجزائر” المنجز سنة 1966، ثم “الأفيون والعصا”(1969)، “ريح الجنوب” (1974)، “صمت الرماد” (1976)، “الربوة المنسية” (1997، “موريتوري” (2007)، و«ذاكرة الجسد” (2010)، وغيرها من الأفلام التي اقتبست من كتابات أدبية. ثم يعرض الكاتب كُتاب السيناريو الذين تميزوا في هذه الفترة وشكلت أعمالهم الروائية مصدرا لإنجاز أفلام مهمة، وذكر مولود معمري الذي كان السباق في مساهمته السينمائية في روايته الموسومة “فجر الملعونين” سنة 1965، ونجد كذلك الروائي رشيد بوجدرة الذي كتب “ديسمبر” سنة 1972، بالإضافة إلى مصطفى تومي وعمار العسكري وأحمد أزقاغ ومحمد ديب وغيرهم... وفسحت المجلة المجال للحديث عن أحداث 17 أكتوبر 1961، إذ تطرقت المؤرخة بيجي ديردر وعنونت مقالها “17 أكتوبر 1961 .. حدث مخفي؟”، وأسهبت في تناولها لحيثيات المظاهرات التي كان أبطالها الجزائريون المغتربيون وعرت وحشية العسكر الفرنسي في قمع المتظاهرين ورميهم في نهر السين. وأشارت إلى أن الحدث عرف تعتيما إعلاميا والشواهد عنه قليلة جدا وكذلك الصور. وقد استطاع المخرج ألان تاسما عبر فيلمه الوثائقي “ليلة سوداء ..17 أكتوبر 1961” تسليط الضوء على الحدث بلغة سينمائية راقية. وحاورت المجلة المخرجة فاطمة سيساني صاحبة فيلم الوثائقي “لغة زهرة” الذي حاز في الطبعة الماضية لمهرجان الفيلم الأمازيغي بأغادير المغربية على الجائزة الأولى مناصفة مع فيلم مغربي “همسات الأعالي”. كما قدم العدد “بورتريا” مطولا للموسيقار أمين قويدر، فبل أن تعود المجلة بالصور إلى الطبعة الأخيرة من مهرجان الفيلم الأمازيغي بتيزي وزو.