الوزير الأول يتفقد مشاريع تنموية بالبيض:

الولاية مؤهلة للإقلاع الاقتصادي

عاين الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، في زيارة قادته أول أمس، إلى ولاية البيض، عددا من المشاريع في قطاعات مختلفة، ينتظر منها تجسيد التنمية المنتظرة بهاته الولاية التي قال عنها السيد سلال إنها مدعوة لأن تكون قطبا هاما في المستقبل بالنظر إلى مميزاتها لاسيما موقعها وقدراتها التي مازالت لم تستغل بعد، وقال “للبيض كل الإمكانيات التي تتيح لها إقلاعا اقتصاديا”.
ورفقة وفد ضم وزراء الداخلية والجماعات المحلية، السكن، الفلاحة والتنمية الريفية، الأشغال العمومية، الموارد المائية والشباب والرياضة، تفقد الوزير الأول في عشر محطات مشاريع تنموية ذات طابع اقتصادي واجتماعي، تدخل كلها في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يمتد إلى غاية 2014.
واستغل السيد سلال فرصة تواجده بالولاية لزيارة ضريح الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ.
أما بالنسبة للمشاريع، فقد استهلها بمحطة المحيط المحمي الواقع بمنطقة “الحيرش” المستغل من طرف مربين ببلدية عين العراك على مساحة إجمالية تقدر ب12ألف هكتار. ويرمي إلى مكافحة التصحر وإعادة الاعتبار للمساحات السهبية وتوفير مناطق خاصة بالرعي ضمن نظرة تهدف إلى المحافظة على الفضاءات السهبية. ودخل هذا المحيط السهبي حيز الاستغلال السنة الجارية ضمن عملية تأجير المحميات السهبية لفائدة الموالين ومربي المواشي.
ودعا السيد سلال، خلال استماعه للشروحات، إلى مضاعفة المساحة المقترحة في إطار صيغة الامتياز، مشيرا إلى أنها “غير كافية”. وشدد على ضرورة مضاعفتها لتشجيع استفادة الشباب من هذه الصيغة. وبنفس الموقع أشرف على تسليم عقود الامتياز لفائدة 9 شبان من المستفيدين في إطار إنشاء مستثمرات فلاحية جديدة. وحثهم على “ضرورة خدمة الأرض والتقرب من المصالح الفلاحية للاستفادة من دعم الدولة المخصص في هذا الإطار”.
كما قدمت للسيد سلال شروحات حول مشروع إنجاز مركب جهوي للحوم الحمراء بشراكة جزائرية-إسبانية يجري تجسيده ببلدية “بوقطب”.
وعاين الوزير الأول في قطاع السكن مشروع إنجاز 1360 سكنا عموميا إيجاريا ببلدية الأبيض سيدي الشيخ، الذي يتوزع على أربع حصص تتكفل بها العديد من المقاولات غالبيتها محلية. وتتراوح نسبة تقدم الأشغال بين 80 و90 بالمائة، حسب مسؤولي المشروع، فيما بلغت نسبة تقدم الأشغال بخصوص عمليات تهيئة المحيط 42 بالمائة.
وألح السيد سلال أمام المسؤولين المحليين على ضرورة الشروع في توزيع السكنات الجاهزة قبل حلول شهر رمضان المقبل. كما شدد على أهمية توفير المساحات الخضراء وأمر بإنشاء حديقة عمومية بذات المجمع السكني تسمح لأهله بالترويح عن أنفسهم لاسيما في ليالي الصيف الحارة، منبها إلى ضرورة احترام تقاليد المنطقة.
وبخصوص السكن الريفي، وعد الوزير الأول بمنح حصة إضافية شريطة استكمال البرنامج الجاري تجسيده. كما أعلن عن مشروع إنجاز مستشفى جديد لفائدة بلدية الأبيض سيدي الشيخ.
واطلع كذلك على أشغال مشروع إنجاز 3300 سكن عمومي إيجاري بمدينة البيض والذي يتوزع على 5 حصص ضمنها 1300 وحدة انتهت بها الأشغال كليا.
وهناك طالب الوزير الأول مسؤولي قطاع السكن بتدعيم المؤسسات المصغرة التي استفادت من دعم الدولة ضمن آليات التشغيل من خلال منحهم مشاريع، مبرزا أهمية التنسيق بين قطاعي التكوين والبناء لأجل ضمان توفير اليد العاملة المؤهلة.
وقام الوزير الأول ببلدية الأبيض سيدي الشيخ بمعاينة مشروع إنجاز مركب رياضي بطاقة 5000 مقعد، يتربع على مساحة 70 ألف متر مربع ويتوفر على مضمار لألعاب القوى وملعب كرة قدم مجهز بالعشب الاصطناعي من الجيل الخامس.
وكان هذا المشروع المسجل في 2003 قد استفاد من عملية إعادة تقييم في 2012 رفعت كلفته إلى أكثر من 372 مليون دج. ويسجل نسبة تقدم في الأشغال بأكثر من 90 بالمائة. ويطمح مسؤولو القطاع إلى استلامه خلال شهر جويلية المقبل.
وخلال عملية التفقد، ألح الوزير الأول على “ضرورة استكمال هذا المشروع وتجهيز المدرجات”، مضيفا بأنه إذا استدعى الأمر إعادة تقييم فإنه سيتم توفير الغلاف المالي اللازم لذلك.
كما حث على تشجيع ودعم الفرق الرياضية الناشطة محليا حفاظا على شهرة المنطقة في المجال الرياضي.
كما استمع إلى عرض حول مشروع إنجاز مسبح شبه أولمبي الذي سجل تأخرا في انطلاق الأشغال بسبب إعادة تقييم هذه العملية بعد أن كان مسجلا كمسبح جواري. وتلقى كذلك عرضا بخصوص مشروع إنجاز قاعة متعددة الرياضات (500 مقعد) ومشروع مركب جواري قيد الانجاز، مشددا بالمناسبة على “أهمية توفير مثل هذه الفضاءات الرياضية والترفيهية لفائدة شباب المنطقة”.
وببلدية البيض، اطلع الوفد الحكومي على أشغال إعادة تأهيل منطقة النشاطات التي تتربع على مساحة 36 هكتارا وتسمح بتوفير قطع أرضية ل110 مشاريع استثمارية، حيث تجري الأشغال بها لتوفير كل الشروط الضرورية كالربط بشبكات المياه الصالحة للشرب والكهرباء والغاز الطبيعي والصرف الصحي والطرقات والإنارة العمومية.
وبلغت الاشغال بها 65 بالمائة ويأمل المسؤولون استلامها في جويلية المقبل، حسب الآجال المتعهد بها من طرف أصحاب المشروع. ويذكر أن التكلفة المالية لعملية التأهيل بلغت 164 مليون.
وصادقت اللجنة الولائية للمساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار بين سنتي 2012 و2013 على 63 مشروعا اقتصاديا من بين 80 مشروعا تمت دراسته بقيمة استثمارية تقدر 85ر7 مليار دج والتي من شأنها توفير 2672 منصب شغل، وستستقطب منطقة النشاطات، كمرحلة أولى، 15 مشروعا استثماريا ستوفر 466 منصب شغل دائم.
ولدى معاينته لهذا المشروع، شدد الوزير الأول على أهمية تقديم كافة التسهيلات اللازمة من أجل ترقية الاستثمار المنتج الذي من شأنه أن يساهم في توفير مناصب الشغل لشباب المنطقة ويدعم المسار التنموي للولاية.
وتوعد باتخاذ “إجراءات ردعية” ضد المستثمرين الذين “لا يلتزمون بتجسيد مشاريعهم الاستثمارية بعد مدة 6 أشهر من حصولهم على الموافقة”، مشيرا بالمقابل إلى أنه سيتم اتخاذ “تدابير تحفيزية جديدة” لفائدة الحرفيين، داعيا هذه الفئة إلى “تنسيق الجهود مع الشباب المستفيدين من أجهزة الدعم لمرافقتهم في مجال التكوين الحرفي”.
وأشرف بالمناسبة على تسليم عقود الامتياز لفائدة 9 مستثمرين خواص بمنطقة النشاطات مما سيسمح لهم بتجسيد عدد من المشاريع منها مصنع لتركيب أجهزة الإعلام الآلي والمكيفات ووحدة لإنتاج الأغلفة البلاستيكية وأخرى لإنتاج الحليب ومذبحة للدواجن وأنشطة تخص مطاحن الدقيق وتغذية الأنعام وغيرها.
وعاين السيد سلال كذلك مشروع ازدواجية الطريق بالمدخل الشمالي لمدينة البيض المدرج في البرنامج القطاعي للأشغال العمومية بغلاف مالي قدره 4ر1 مليار دج. ويمتد على طول 6 كلم. ويرتقب انتهاء الاشغال به نهاية شهر أوت المقبل.
وبنفس الموقع، قدمت للوزير الأول لمحة عن أهم الآليات التي تبناها مسؤولو قطاع الأشغال العمومية ضمن الإجراءات المتخذة للتكفل بالأضرار التي لحقت بعدد من المنشآت الفنية بفعل فيضانات أكتوبر 2011 ومن بينها انهيار كلي لجسر عين المهبولة الواقع بوسط مدينة البيض والذي أعيد إنجازه في ظرف أربعة أشهر من طرف المؤسسة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى ضمن عملية خاصة رصد لها 200 مليون دج.
وفي نفس الإطار، استفادت مدينة البيض من مشروع إنجاز جسرين معدنيين للراجلين على مستوى حي القرابة الشعبي. كما استفادت من عملية تنقية المصبات الرئيسية لصرف المياه المستعملة بمبلغ 60 مليون دج، وهي عملية استعجالية هدفها تفادي الامراض المتنقلة عن طريق المياه وبلغت نسبة الاشغال بها 80 بالمائة.
ودعا الوزير الأول إلى تجسيد المزيد من المشاريع في هذا القطاع والتي من شأنها أن تساهم في فك العزلة وبعث النشاط التنموي بولاية البيض.
وفي قطاع النقل، عاين الوزير الأول مشروع إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين مدينة البيض والمشرية (ولاية النعامة). ويمتد هذا الخط على طول 130 كلم ومن المرتقب دمجه ضمن حلقة أخرى في إطار مخطط توسيع شبكة خطوط السكك الحديدية عبر الوطن.
وبلغت نسبة تقدم الأشغال بهذا المشروع حدود 5 بالمائة تنحصر في عمليات تركيب ورشات الإنجاز وتحديد المسار الخاص بعملية مد الخط.
ويوفر هذا المشروع عددا هاما من مناصب الشغل لفائدة شباب الولاية المرافقة لعملية الإنجاز وكذا بعد دخوله حيز الاستغلال.
وشدد سلال في هذه المحطة على ضرورة التقليص من آجال الإنجاز لأنها طويلة لاسيما في غياب العوائق التي تمنع ذلك.
وببلدية البيض، عاين الوزير الاول مشروع إنجاز مدرسة للتكوين في المجال شبه الطبي ب300 مقعد، ينتظر تسلمها في 2014. وفيها تحدث سلال عن أهمية توفير تكوينات في مجالات تخصصية مثل معالجة مرضى السرطان.