بعد أكثر من ربع قرن من الوجود والنضال ضد تيار الشعب لم تعد الكثير من الاحزاب قادرة على جمع عشرة انفار في قاعة واحدة، بل تحولت هذه التشكيلات السياسية الى وسيلة للسخرية للجيل الجديد الذي طلع اوعى من رؤساء أحزاب توقفت بهم آلة الزمن في فترة التسعينات، حال هذه الاحزاب صار يثير الشفقة لدرجة أن حزب اسلامي صار يطوف في مواقع التواصل الاجتماعي ناشرا استمارة الانخراط لعل وعسى يقتنع الجيل الجديد به الا انه هو الآخر لم يجد سوى التجاهل وفي كثير من الاحيان السخرية والشتم كردود على هذه الاستمارة. مشكلة التيارات السياسية في البلاد انها ما تزال تسير بعقلية التجمعات والمناضلين وخطابات لويزة حنون ومقري وولد عباس واحمد اويحي ومحسن بلعباس التي اكل عليها الدهر وشرب وتبول عليها الجيل الجديد، ورغم ذلك تتحدى هذه الكيانات الحزبية الزمن والواقع والتحولات وتريد ان تفرض منطق الماضي على المستقبل وترى ان المناسبات الانتخابية فرصة لاقناع الناس بأن فولها طياب رغم ان المناضلين فيها يتناقص عددهم بعد كل انتخابات اما الشباب فقد حولوا هذه الاحزاب في بادئ الامر الى فكاهة يتندرون بها ووصل بهم الحال اليوم الى تجاهلها تماما لدرجة ان رئيس حزب يكتب بعض افكاره في موقع التواصل الاجتماعي فلا يرد عليه احد كأنه غير موجود تماما لانه فعلا لم يعد له وجود .