احتضن المسرح الجهوي -عز الدين مجوبي- لعنابة العرض الشرفي للإنتاج المسرحي الجديد - محمد العربي بن مهيدي الوجه الآخر- ليلقى اهتمام وفضول كبيرين من قبل هواة الخشبة والمواطنين وفى مقدمتهم الشباب الذين توافدوا على فضاء الفن الدرامي لاكتشاف جوانب أخرى من حياة البطل والشهيد أحد الوجوه البارزة للحركة الوطنية . ويسلط هذا العمل الدرامي الذي أنتج من طرف تعاونية -إقبال للفنون الدرامية- بعنابة وأخرجه الفنان على عبدون بمساعدة خليل قابوش وذلك بمناسبة إحياء الذكرى ال68 لمجازر8 ماي 1945 -الضوء على فصول أخرى من حياة الشهيد العربي بن مهيدي المعروف خاصة من خلال مسيرته الثورية وتضحياته من أجل القضية الوطنية . ويبدأ عرض مسرحية -العربي بن مهيدي الوجه الآخر- برحلة مع الذاكرة التاريخية وأجواء الحركة الوطنية آنذاك التي بدأت تتجذر في روح الشهيد وهو في ريعان شبابه ليعتنق القضية الوطنية ويؤمن بمطلب الحرية والانعتاق من جبروت الاستعمار . ويأتي المشهد الثاني ليعرف بالشاب العربي بن مهيدي الممثل والهاوي للمطالعة والرياضة . ويتناول العرض المسرحي هذه الجوانب من حياة الشهيد من خلال وقفة لسرد قراءاته وتجربته على الخشبة لإنتاج مسرحي سرعان ما توقف بأمر من السلطة الاستعمارية بالإضافة إلى العودة بالذاكرة إلى جوانب من التمارين الرياضية التي كان يقوم بها الشهيد آنذاك تحسبا لمقابلة كروية كان لزاما وقتها الفوز بها . ولتسليط الضوء بأمانة على حياة ابن مهيدي وظف المخرج فن السينما لإعادة عرض بعض اللقطات وتمكين الجمهور من اكتشاف العربي بن مهيدي على الميدان إلى جانب زملائه الممثلين والرياضيين دون أن يبتعد عن الدور الهام الذي لعبه في التحضير للثورة المسلحة . ويشارك في تمثيل مشاهد هذا العمل المسرحي 12 ممثلا هاويا من بينهم ممثلين يصعدون على خشبة المسرح لأول مرة . ويتقمص الممثلون في هذه المسرحية التي تدوم ساعة ونصف من العرض 40 دورا وتضم تشكيلة الممثلين مطرب في فن "الراب" اعتبرها المتفرجون لمسة فنية ناجحة لتلقين الذاكرة التاريخية للشباب من خلال حياة الشهيد العربي بن مهيدي صاحب المقولة الشهيرة "أرموا بالثورة إلى الشارع فإن الشعب سيحتضنها" .
