يشهد مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة توافد العديد من المرضى يوميا من شتى مناطق وولايات الوطن التي تعجز مستشفياتها و مراكزها الصحية عن معالجة بعض الحالات المعقدة فتقوم المصالح المعنية بتوجيهها نحو المستشفى المذكور سالفا ،كما تعاني مصلحة الاستعجالات بذات المستشفى ضغطا كبيرا نتيجة تزايد إقبال المرضى يوميا ما ولد عجزا لدى المصالح الطبية في ظل نقص الإمكانيات و عدم وجود أماكن لاستيعاب جميع المرضى ،حيث أكدت لنا طبيبة مختصة في الجراحة العامة أن هناك فوضى عارمة تعيشها مصلحة الاستعجالات بالمستشفى بسبب سوء توجيه المرضى من جهة ،وتعنت المتوافدين من جهة أخرى فعندما تقول لأحدهم أن هذا مكتب الجراحة العامة و أنت موجه لجراحة العظام لا يأخذ بقولك و بعدها تجده يتلفظ بكلام الشارع أو يتهدد عليك بالضرب و الشتم ظنا منه أنك تتسلط أو تتحايل عليه ، مضيفة في السياق ذاته -.. أن غياب الأمن خاصة في الليل زاد من تفاقم الوضع و أصبح يعرض حياتنا لخطر الاعتداءات ،فأعوان المراقبة تجدهم ينتهجون سياسة اللامبالاة في ظل غياب المسؤولين الغارقين في النوم ليلا تاركين الملعب بدون حكم المباراة و بالتالي فالوضع يزداد تعقيدا كلما غابت الشمس و حل الظلام ..-، ما قالته الطبيبة رأيناه في الواقع بعدما وصلنا إلى مصلحة الاستعجالات ليلا أين وجدنا العدد الكبير من المرضى مصطفين أمام مختلف المصالح الطبية المتمثلة في الجراحة العامة و جراحة العظام و كذا جراحة الأعصاب ، تقدمنا و سألنا أحدهم عن سبب تواجده بالمكان أين رد علينا أن إبنه تعرض لحادث مرور و لم يعرف حالته الصحية بعد ،حيث تزامن دخوله إلى الاستعجالات مع وصولنا إلى المكان ، الحقيقة أن الأطباء و الممرضين قاموا بواجبهم تجاه المصاب من الحادث و دونوا تقريرا طبيا يستدعي نقل المريض على جناح السرعة إلى غرفة العمليات بعدما أصيب بكسر في رجله الأيمن ، أما والد المريض قام بالإجراءات الإدارية التي تخص الوثائق. مختلون عقليا و فاقدون للذاكرة في مصلحة الاستعجالات ما لاحظناه أثناء تواجدنا بالمكان هو وجود كهل فاقد للذاكرة يتجول في مصلحة الاستعجالات ،و عند سؤالنا له حول سبب تواجده بالمكان رد بعدم معرفته السبب ،قمنا بعدها بالبحث عن مكانه الذي أتى منه فوجدناه خرج من مصلحة الإنعاش خلسة، و الغريب في الأمر أن مصلحة الإنعاش لديها غرفتين صغيرتين تتسع كل واحدة منهما ل5 أفراد،ما يجبر الآخرين على الانتظار خارجا أو الذهاب إلى مستشفى أخر ،حيث أكدت لنا الطبيبة المناوبة هناك أن السلطات و المسؤولين في القطاع على علم بما هو موجود في الاستعجالات من نقائص و لكن لا حياة لمن تنادي فرغم المراسلات العديدة و التقارير اليومية الموجهة للمسؤولين إلا أن دار لقمان بقيت على حالها ،ذهبنا إلى مصلحة أخرى غير بعيدة عن مصلحة الاستعجالات أين اندهشنا لما رأيناه مختل عقليا موجود مع المرضى في رواق واحد و يتقاسم الغرفة مع أحد المرضى ، حيث بدأ يتلفظ بكلام قبيح عند دخولنا لغرفة مقابلة، و يبقى السؤال يطرح نفسه من المسؤول عن ذلك؟. قضى 29 سنة خدمة في مركز مكافحة السرطان ليصاب بمرض سرطان الكبد دخلنا إلى مركز مكافحة السرطان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بهدف الإطلاع على الظروف التي يعيش في كنفها المرضى أين وجدنا عدة حالات منها الالتهاب الكبدي بمختلف أنواعه و سرطان الدم و غيرها من أنواع السرطان، عندها دخلنا إلى غرفة أحد المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي -ب – الذي قضى 29 سنة من الخدمة في التمريض بمركز مكافحة السرطان في إحدى مستشفيات الشرق الجزائري ليصاب في أخر المطاف بمرض خطير و مزمن نتيجة ظروف العمل التي اعتبرها محدثنا سيئة و غير صحية و علل ذلك بتعاملهم في الكثير من الأحيان مع الحالات الإستعجالية دون واقيات لإنقاذ المريض و كذلك بسبب ضيق الوقت ، أما زوجة المريض فطالبت من السلطات و المسؤولين عبر منبر –المستقبل العربي- بتوفير دواء –أونتي كافير- النادر و الذي يستعمله زوجها المريض للعلاج ،حيث أكدت نفس المتحدثة أنهم قدموا طلبا للسلطات و المسؤولين في سنة 2011 من أجل الحصول على الدواء الباهظ الثمن الذي يصل إلى حوالي 6 ملايين سنتيم للعلبة و يكون استهلاكه في فترة زمنية لا تتجاوز الشهر ،و وعدوهم بتوفيره إلا أنه لم يتحقق مطلبهم إلى حد كتابة هذه الأسطر ،و يبقى مرضى السرطان يناشدون وزير الصحة من أجل توفير و لو جزء بسيط من دوائهم النادر و الباهظ الثمن.