لم أكن أصدّق ما رأته عيني، لأنه منظر أذهلني وجمّد الدم في عروقي، لقد أمسكت بناتي متلبسات بالجرم المشهود ينتهكن حرمة بيتي الطاهر، دون الاعتبار لحرمة رمضان وأن هذا المكان لرجل من الصالحين الأخيار، والدهم الذي توفاه الله ساجدا وأكرمه بحسن الخاتمة، أرجو المعذرة لأنني بادرت بالكتابة قبل إلقاء التحية والسلام على إخواني القراء، لأني مشتتة الأفكار ولم أستطع الانتظار.لقد تعودت على مغادرة البيت عقب الإفطار مباشرة، وقبلتي بيت جارتي المريضة، لكي أتفقد أمورها وأقدم لها من المساعدة ما استطعت، بعدها أعرج على المسجد لأصلي التراويح، خلال العودة لا يفوتني زيارتها مرة أخرى لأجالسها وأونس وحدتها، ما يجعلني أدخل البيت متأخرة، أين أقضي ما تبقى من وقتي مع بناتي وبعدها أخلد إلى النوم حتى استيقظ لتناول السحور، وبعدها تأدية ركعات لله والقيام لصلاة الفجر لأخلد إلى النوم ثانية، هذا برنامجي منذ بداية الشهر الفضيل، لكن ما طرأ قبل يومين وعندما غادرت بيتي متوجهة عند جارتي، كانت حالتها الصحية ليست على ما يرام، فجلست معها هنيهة وبعدها استأذنت لكي أحضر لها دواء الحمى، وما إن دخلت بيتي صعقني منظر بناتي وصديقة لهن، لقد أمسكت كل منهن سيجارة، أما أكبرهن فكانت تتداول مع أخرى على الشيشة وكلهن اطمئنان وسكينة، بعدما ضمنّ عدم رجوعي على الفور مثلما جرت العادة، أدركت لحظتها ما سر تلك الروائح التي كنت أشمها كل ليلة، لأن اللئيمات كن يُشعلن أعواد العمبر فتمتزج الروائح، يفعلن ذلك بغرض تمويهي لكن الله فضح أمرهن، عرفت أنهن مدمنات عل هذه السموم، وعندما تعذّر عليهن الخروج في سهرات رمضان لممارسة عادتهن السيئة، لأن مغادة البيت ليلا من الأمور المحظورة عليهن، جاءتهن صديقتهن بما يرغبن به، لم أستطع الكلام لأن الحروف انحشرت في حلقي وأبت الخروج، لكنهن شرعن بتقديم الأعذار ومبررات لا تمنحهن حق القيام بما قمن به، ما جعلني أصمت لحاجة في نفسي، وأقاطعهن لأني لا أعرف كيف أتصرف معهن وأواجه هذه المصيبة الكبرى. أم البنات/ وهران
موضوع : بسبب طيش بناتي سهرات رمضان في بيتي بالسجائر و الشيشة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0