صالون الجزائر الدولي للكتاب(سيلا) في طبعته الجديدة ال27 الذي أشرف على افتتاحه الأربعاء الماضي، الوزير الأول نذير العرباوي،والذي أفتتح تحت شعار "نقرأ لننتصر" وهي دعوة صريحة للقراءة في زمن كثرت فيه وسائل كثيرة للهو،ولكن الشباب والمثقفين منه عقد العزم أن يكون الكتاب ضروريا كلقمة الخبز تماما بالتمام..؟ وقد كان لمعظم هؤلاء والقادم منهم من مختلف الولايات،فرصةسانحة لاختيار واقتناء ما يريدونه من الكتب المتخصصة والعامة،خاصة وقد أعفيت دور النشر بقرار من رئيس الجمهورية من رسوم كراء مقرات العرض والبيع !.. غير أن هذا لم يكن السبب في تهافت الناس على الكتاب،فقد كانت السبب الرئيسي هي العودة إلى القراءة والاهتمام بالمعرفة وتدعيم المكتبات المنزلية بكتب جديدة تدعم أهل التخصصات،خاصة منهم أصحاب الاختصاصات العلمية أو الأدبية والدينية والاقتصادية..؟ الصالون حسب أهل المهنة وجمهور الكتاب يعتبر ناجحا بجميع المقاييس بالمقارنة بما هو موجود وينظم على المستوى العربي والأفريقي،لكن الذي يعاب عليه بصفة واضحة هو قصر المدة،حيث لا يمكن أن يتمكن الكثير من طلابنا وأساتذتنا وكل مشتغل بالكتاب أن يزور الصالون،في المدة المحددة له والتي تنتهي يوم 16 نوفمبر الجاري !.. غير هذا فإن الصالون،أظهر مدى تعلق الجمهور الجزائري بالكتاب وبالمعرفة،وهذا منذ الطبعة الأولى له،وهو ما يدعو مستقبلا مطالبة وزارة الثقافة ومن ورائها الحكومة بضرورة تدعيم الكتاب شأنه في ذلك شأن المواد الغذائية الأساسية،فلا يعقل أبدا أن ندعم ما يستهلك في أيام ولحظات وتذهب مخلفاته إلى القمامة،ولا ندعم ما هو دائم ويفيد كل الناس ويتوارثونه..؟ ورغم ما للقراءة من مكانة وأهمية لكونها تعتبر مفتاح المعرفة ونافذة علي الثقافات المختلفة،ولهذا يقاس تقدم وتطور الأمم بمدى إقبال أفرادها على القراءة والمطالعة وعلى عدد الكتب والمؤلفات المترجمة من لغة إلى أخرى،وطبعا أمة "اقرأ"بجانب الأمم الأخرى المتحضرة في ذيل القائمة لأن هذه الأمة باتت في كثير من حواضرها لا تقرأ ولا تكتب ولا تنتج أيضا..؟ !