قال، في برنامج على القناة الإذاعية الأولي، عطية: أكد أستاذ العلاقات الدولية، البروفيسور إدريس عطية أن تنظيم الجزائر للملتقى الدولي حول جرائم الاستعمار في إفريقيا يأتي تجسيدًا مباشرًا لدعوة رئيس الجمهورية في فيفري الماضي خلال أشغال قمة الإتحاد الإفريقي ، واعتبره ترجمة لقرارات هذه القمة التي شددت على ضرورة إدراج العدالة التاريخية والعدالة التعويضية ضمن أجندة العلاقات الدولية. وأوضح عطية لدى استضافته، يوم أمس ، أن الملتقى يُعد الحدث الأول في تاريخ القارة الإفريقية الذي يُنظم بشكل صريح حول العدالة التعويضية وتجريم الاستعمار، معتبرًا ذلك دليلًا على نمو حالة الوعي الجماعي في إفريقيا، خاصة مع بروز مطالب مشابهة في أمريكا اللاتينية وآسيا. وأضاف قائلا ، "نحن أمام جبهة عالمية تضم الدول التي عانت من الاحتلال والنهب وانتهاك الكرامة الإنسانية، والذاكرة اليوم أصبحت محورًا أساسيًا في علاقات دول الشمال والجنوب معتبرا هذا الحدث بأنه أول خطوة إفريقية من نوعها." وحول أسباب تأخر دول الجنوب في المطالبة برفع المظالم التاريخية، قال عطية إن ذلك يعود إلى لعوامل عدة ومنها نقص الوعي، والظروف الداخلية لكل دولة، وتعقّد الأولويات الوطنية واختلافها من دولة إلى أخرى." وضمن هذا السياق، شدد على أن الجزائر كانت استثناء، حيث رفعت مشعل مقارعة الاستعمار منذ فجر الاستقلال، مستندة إلى إرث طويل من المقاومة وحرب تحرير فريدة في القرن العشرين. وتابع،" الجزائر كانت سبّاقة منذ السبعينيات في المطالبة بنظام دولي أكثر عدلاً بين الشمال والجنوب، دمقرطة العلاقات الاقتصادية الدولية، وكذا في طرح ملف الذاكرة في علاقتها مع فرنسا وفي المحافل الدولية." حركية إفريقية... وجدل عالمي متجدد وأشار عطية إلى أن ما يحدث اليوم ليس حركة إفريقية فقط، بل حركة دولية متنامية حيث تتقدم شعوب في أمريكا اللاتينية وآسيا بمطالب مماثلة لفتح ملفات الذاكرة.